الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أصفاد الديون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أصفاد الديون

 

 

 

الخبر:

 

سيخصص البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير هذا العام 13.8 مليون يورو لتحديث محطة الطاقة الكهرومائية "Lebedinovka". 8.8 مليون يورو من هذه الأموال ستكون على شكل قروض، والباقي على شكل منح. وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، سيتم استخدام هذه الأموال لزيادة إنتاجية محطة الطاقة الكهرومائية. وبالتالي، يؤخَذ قرض أيضا لقطاع الطاقة. هذا ليس من المدهش، لأن قطاع الطاقة أصبح أكثر القطاعات اقتراضاً.

 

التعليق:

 

وصل الدين العام لقرغيزستان اليوم إلى 5.3 مليار دولار (451.8 مليار سوم). وتم إنفاق حوالي 2 مليار دولار منها على قطاع الطاقة، ومع ذلك، فإن حالته محزنة للغاية. ومما لا شك فيه أن سبب وقوع قطاع الطاقة في مثل هذا الوضع هو المخططات الفاسدة للمسؤولين الذين يزدادون ثراءً من وراء هذا القطاع. وذلك أن الأموال التي تُنفق في هذا المجال تختفي كما لو أنها سقطت في الماء، ولا توجد منها أي نتائج!

 

وبحسب التقديرات الأولية، يقال إن الدين العام سيزداد عاماً بعد عام. فقد تم إنفاق 39.5 مليار سوم (450 مليون دولار) لسداد ديون الدولة في عام 2022، وفي عام 2023 تم إنفاق 48.6 مليار سوم، وبحلول عام 2025 من المتوقع أن يصل هذا المبلغ إلى 75.6 مليار سوم. ومن الجدير بالذكر أنه تم إنفاق مبالغ أقل من 7.7 مليار سوم في عام 2010 لسداد ديون الدولة. وبالتالي، يتزايد مقدار الأموال التي تم إنفاقها لسداد الديون في غضون 10 سنوات (2010-2025) ما يقرب من 10 أضعاف.

 

سياسة الإقراض هذه للمستعمرين تدفع بلادنا إلى الهاوية وتنشئ ظروفاً يستحيل الخروج منها. هذا هو النظام الاستعماري الدولي؛ فالمستعمرون يستخدمون القروض لإخضاع البلاد وتركيعها. لذلك، فهم لا يتوقفون عن الإقراض حتى لو علموا أننا لا نستطيع سداد الديون. بل على العكس، فإنهم يريدون أن نكون غير قادرين على الخروج من شبكة الديون التي يسعون من خلالها إلى تحقيق مصالح مادية من جهة، ومصالح سياسية من جهة أخرى. هذا هو السبب في أن الحكومات الفاسدة هي هدف للمستعمرين. فالمهم هو تلبية مطالبهم.

 

لذلك فإن الدولة التي وقعت في فخ الديون تتبع المستعمر مثل كلب مربوط من رقبته وتطيع أوامره دون أدنى تردد. بناءً على ذلك فإن حكامنا ومسؤولينا، يقومون بالتوقيع على مختلف المراسيم والقرارات والقواعد والقوانين المحلية للنظام الدولي حسب مطالب المستعمر ويتعهدون بتنفيذها. ومع ذلك، فإن كل هذه المراسيم والقوانين تعمل على تقوية نفوذ المستعمرين وحماية مصالحهم فقط. فقد تمكن المستعمرون عبر هذه الطريقة من التدخل في كل شيء؛ من السياسة الخارجية للدولة إلى شؤون عائلتنا...

 

لذلك يجب الابتعاد عن الربا الذي يُعتبر حراما في الإسلام. ومن الضروري أن نعود إلى الإسلام للتخلص من هذا النظام الرأسمالي الذي يقيدنا ويضطهدنا؛ لأن الإسلام نظام مثالي يقدم الحلول لجميع مجالات الحياة. إن هياكله وقوانينه وأحكامه ستنقذنا من هذه العبودية، ولا يُخرِج المسلمين فقط، بل البشرية جمعاء من ظلمة الرأسمالية إلى نور العدالة الإسلامية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هارون عبد الحق

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في قرغيزستان

آخر تعديل علىالخميس, 09 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع