صدق وهو الكذوب

الخبر:

ذكر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف أن نفوذ فرنسا في أفريقيا آخذ في التراجع بسرعة، مشيراً إلى أنه حان الوقت لإجراء عملية جراحية دولية لإزالة الورم الخبيث للماضي الاستعماري. (النشرة الدولية، 2023/3/6م)

التعليق:

نعم يا مدفيديف إن الاستعمار الغربي للشعوب ورم خبيث، ولقد أظهرت فرنسا في أفريقيا حقداً شديداً، ولم يسلم من شرورها بشر أو حجر، استعبدت الشعوب ونهبت الخيرات ونشرت الرذيلة.

لكن وفي المقابل يا مدفيديف لنوسع دائرة النظر قليلاً لنرى صورة بطريرك الأرثوذكس الروسي وهو يبارك أول فوج من القوات الروسية المتجهة إلى سوريا ليعلن للعالم أنها حرب روسية صليبية، ولنرَ مجازركم ومذابحكم للشعوب الإسلامية في دول آسيا الوسطى والقرم والقوقاز، حيث حملات الإبادة غير المسبوقة والتنصير الجبري وفرض اللغة السلافية بالقوة.

ولنرَ الأحكام الجائرة ضد إخواننا المسلمين وتعذيبهم في السجون الذي يُفضي في كثير من الأحيان لاستشهادهم.

إن تاريخكم الاستعماري لا يقل سواداً عن تاريخ فرنسا، وتعلمون علم اليقين أن معركتكم مع الأمة الإسلامية هي معركة مصيريّة وجودية، إلا أنه ولضحالة تفكيركم وقصر نظرتكم السياسية تقدمون هذا التصريح خدمة لأمريكا في مزاحمتها لأوروبا في أفريقيا لتحل محل الاستعمار الأوروبي كما فعلتم في ليبيا وغيرها من دعم لعملاء أمريكا، فلم تتعلموا من الماضي عندما ركلتكم أمريكا من مصر بعد تثبيت عميلها عبد الناصر وانتهاء الدور المنوط بكم، لتكرروا ذلك في سوريا وأفريقيا مظهرين العجز والجبن أمامها، ومتلقين لصفعاتها في أوكرانيا وغيرها ليصدق فيكم المثل الشعبي "من يجرب المجرب عقله مخرب"!

نعم يا مدفيديف إنكم والغرب ورم خبيث ولن يستأصله ويريح العالم منه إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ظهرت خيوط فجرها وستسود العالم بإذن الله عما قريب لنشر العدل والطمأنينة بدل القتل والظلم والتشريد وما ذلك على الله بعزيز.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله مسعود – ولاية الأردن