- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلينكن في آسيا الوسطى
(مترجم)
الخبر:
تم في الثامن والعشرين من الشهر الماضي في عاصمة كازاخستان عقد لقاء ضمن إطار تنسيق مجموعة C5+1 بين وزراء خارجية دول آسيا الوسطى ووزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن.
الغرض الرئيسي من اللقاء هو مناقشة العقوبات المفروضة على روسيا من المجموعة الغربية. حيث أوضحت الدول رغبتها بالحد من الآثار السلبية لهذه العقوبات على اقتصاديات الدول الجوار.
وقد كان ضمن تصريح بلينكن في المؤتمر الصحفي بعد لقائه مع المسؤولين في آسيا الوسطى: "إننا نراقب عن كثب تطبيق العقوبات، كما تتم بشكل دائم مناقشة العواقب الاقتصادية الناتجة عن الحرب مع عددٍ من الدول بما فيها شركاؤنا في دول آسيا الوسطى الخمس". وأضاف: "نتيجة لاعتماد الدول المجاورة لروسيا بطريقة أو بأخرى على التجارة مع روسيا، ستقوم أمريكا بتعويضهم عن الخسائر الناتجة عن العقوبات المفروضة على روسيا الاتحادية حيث إنها تعود بالسلب عليهم أيضاً".
وأعلن كذلك بالإضافة للـ25 مليون دولار المقدمة من الحكومة الأمريكية عن تقديم 25 مليوناً أخرى لدعم التنمية الاقتصادية بما في ذلك إيجاد طرق تجارية جديدة ومساعدة المشاريع التجارية إيجاد أسواق تصدير أخرى.
وعقد بلينكن بعدها لقاءً مقرراً مع حكومة كازاخستان والرئيس توكاياف، ثم تلاها بزيارة رسمية إلى طشقند. وكنتيجةٍ لعددٍ من اللقاءات مع رؤساء كل من أوزبيكستان وكازاخستان، أعرب عن دعمه للإصلاحات التجارية المزعومة في هذه الدول ورضا أمريكا عن هذه الإصلاحات، ووعد بتقديم المساعدة إلى دول المنطقة في التخلص من الاعتماد على روسيا. وعبر عن رغبة أمريكا بإيجاد منطقة قوية من آسيا الوسطى بحيث تكون دولها مترابطة ومتعاونة بشكل أكبر.
التعليق:
منطقة آسيا الوسطى (ليس فقط الدول الخمس)، في مفهومٍ واسع، كانت محل صراع سياسي بين روسيا والغرب منذ ما يزيد عن قرنين. بسبب فساد الحكام فإن شعوبا بأكملها كانت وما زالت تتعرض للإهانة والمعاناة والفقر، وحتى الفساد. إن من الواضح أن أمريكا تستغل الوضع الحالي كونها أكثر إصراراً واجتهاداً في ملء الفراغ الذي حصل وإنهاء كل ما تبقى من نفوذ لروسيا وبسط نفوذها، مع وقف أي تقدم للصين. لذا فإن اختيار كازاخستان وأوزبيكستان تحديدا هو أمر مخطط بسبب مكانتهما في المنطقة فهما الأقل اعتماداً على روسيا.
إن من المهم لمسلمي هذه المنطقة عدم تقييد مستقبلهم بروسيا أو أمريكا، وإدراك حقيقتهما الاستعمارية في تحويل مستعمراتهم إلى أنقاض.
وعلى الرغم من تنافس أمريكا وروسيا في المنطقة إلا أنهما يتفقان على نقطة وهي عدم نهضة الإسلام هناك أبداً، ما دفعهما إلى المشاركة في إنشاء وتقوية أنظمتهم المستبدة في آسيا الوسطى في التسعينات من القرن الماضي كضمان. جدير بالذكر أنه في عام 2004 قام سفير بريطانيا في أوزبيكستان كريغ موراي بنشر حقائق عن تورط أجهزة مخابرات أمريكا وبريطانيا في تحريض أجهزة الاستخبارات المحلية ضد أعضاء جماعات إسلامية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور