- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم الكراهية في النظام الرأسماليّ
الخبر:
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" اليوم الاثنين أن جرائم الكراهية في الولايات المتحدة الأمريكية زادت 11.6% في 2021 مقارنة بعام 2020.
وأضاف أن أغلب الجرائم مدفوعة بتحيزات عنصرية وعرقية ولها علاقة بالأصول والأسلاف. (الجزيرة نت).
التعليق:
هذه شوكة أخرى من أشواك النظام الرأسمالي العلماني، الذي يفصل الدين عن الحياة، ويجعل عقلَ الإنسانِ الناقصَ المحدودَ هو الذي يشرّع بعيداً عن شرع الله تعالى، فعجز عن وضع مفاهيم وتشريعات تزيل الفروق بين رعايا المجتمع الواحد.
لو كان الأمر متعلقاً بالتشريعات والقوانين لما رأينا جرائم الكراهية المدفوعة بتحيزات عنصرية وعرقية ولها علاقة بالأصول والأسلاف، ففي القانون الأمريكي تشريعات تعاقب المخالفين، ولكن الجرائم لا تتوقف أو تقل، بل تزداد يوماً بعد يوم، وهذا يعني أن الأمر ليس متعلقاً فقط بالتشريعات والقوانين.
إن الأمر متعلّق كل التعلّق بحلّ العقدة الكبرى عند الإنسان حلاً صحيحاً يقنع العقل ويوافق الفطرة، بفكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة، وعن علاقتها جميعها بما قبلها، وعن علاقتها جميعها بما بعدها، ليصبح هذا الحل هو القاعدة الفكرية والقيادة الفكرية، ويحدّد للفرد والمجتمع اتجاهه الفكري، ووجهة نظره في الحياة، وليكون مصدراً للقيم والمثل العليا، وأساساً للسعادة في الدارين، وهذا الوصف لا يتحقق إلا في الإسلام.
الإسلام الذي أعطى المفاهيم الصحيحة عن الإنسان والكون والحياة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [سورة الحجرات: 13]، وقال رسول الله ﷺ: «النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ» (سنن الترمذي) فمقياس التفاضل عند الله بين الناس إنما هو التقوى، فليس أحدٌ أفضلَ من أحد إلا بالتقوى، والآية والحديث ذَكَرا (الناس) وليس المسلمين، وبهذا نجحت القيادة الفكرية الإسلامية في صهر الشعوب في بوتقة واحدة، فجمعت بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وأبي بكر العربي، فكانوا أمام الإسلام سواء، وهكذا طوال عصور تطبيق الإسلام في دولة الخلافة، فلم يسجل تاريخ المسلمين جرائم كراهية مدفوعة بتحيزات عنصرية وعرقية ولها علاقة بالأصول والأسلاف.
لن يحلّ هذه المشاكل في العالم وغيرَها إلا دولةُ الخلافة، بإعادة القيادة الفكرية للإسلام موضع التطبيق، وإنها لعائدة قريباً بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن