الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شبح سيلكون فالي يخيم على أسواق الخليج

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

شبح سيلكون فالي يخيم على أسواق الخليج

 

 

الخبر:

 

ألقت تداعيات أزمة البنوك الأمريكية بظلالها على أسواق المال والبورصات في المنطقة والعالم، وبالرغم من تأكيدات بنك الكويت المركزي وبنوك محلية على عدم انكشافها على بنك سيلكون فالي الأمريكي، إلا أن القيمة السوقية لبورصة الكويت خسرت نحو 1.2 مليار دينار لتستقر عند مستوى 45 مليار دينار بنهاية تداولات الثلاثاء.

 

وسيطرت التراجعات على كل قطاعات السوق باستثناء قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية، في حين تصدر قطاع البنوك قائمة القطاعات الخاسرة، على الرغم من إعلان 8 عن عدم انكشافها على البنوك الأمريكية المنهارة، في حين جاء انكشاف الوطني وبيتك طفيفا للغاية.

 

وعزت مصادر استثمارية تراجع السوق الكويتي بالمخاوف التي سيطرت على المستثمرين نتيجة تجدد المخاوف من تكرار سيناريو أزمة 2008، وعزز تلك المخاوف تراجع أسعار النفط.

 

وانخفض إجمالي القيمة السوقية للأسواق الخليجية بمقدار 52.7 مليار دولار في جلسة تداول الثلاثاء، في ظل المخاوف من تداعيات الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة، على الرغم من متانة المراكز المالية للبنوك الخليجية المدرجة وارتفاع إجمالي أرباح الشركات لعام 2022. (القبس، 14 آذار 2023)

 

التعليق:

 

إن المسلم لا يتحسر على ما يصيب الغرب ونظامه الرأسمالي من هزات ومشاكل، بل يتمنى له المزيد من الغرق في أزماته وأن لا يخرج منها إلا جثة هامدة.

 

إلا أن الحسرة هي على ما يصيب كثيراً من المسلمين من تقليد للغرب ونظامه، وافتتان بأسواقه المالية، وتصديق لدعواه بأن لا سبيل للتقدم الاقتصادي إلا بنظام السوق المفتوح، على الرغم من شهادة الواقع يوماً بعد يوم على فشل هذا النظام في علاج مشاكل الإنسان بشكل صحيح.

 

إن تكرار الأزمات المالية في النظام الاقتصادي الرأسمالي يشي بأن الخلل في النظام وأسواقه المالية هو خلل بنيوي مبنيٌ على فشل مبدئي فلسفي، لا يمكن علاجه بتعزيز أعمال هيئات هنا أو تشريع قوانين هناك.

 

والخلل والتخبط والأزمات المتكررة هي نتيجة حتمية حينما يستغني الإنسان ويتكبر ويستقل بعقله، الناقص والعاجز والمحتاج، بوضع أنظمة حياته، بعيداً عن شرع الله عز وجل الذي خلقه ويعلم ما يصلحه ﴿ألَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.

 

وإن الذي يخلص العالم من فساد وشرور النظام الرأسمالي هو إلغاؤه بالكلية، وتطبيق أحكام النظام الاقتصادي الإسلامي في ظل دولة الحق والنور؛ الخلافة على منهاج النبوة. فلا ربا ولا طباعة أوراق نقدية على المكشوف ولا أسواق (كازينوهات) مال!

 

الخلل عميق في النظام الاقتصادي الرأسمالي، وإنني لأعجب ممن لا يقف لحظة ويفكر لماذا هذه الأزمات المتكررة في الاقتصاد؟ ولماذا سقوط بنك واحد يجر معه اقتصاد دولة عظمى، بل ومعها دول العالم؟!

 

لماذا لا نتساءل عن ذلك كله؟ هل الغرب فوق المساءلة؟!

 

أما ثروات المسلمين في الخليج، وفي غيره، فإنها تحتاج لأحكام شرعية ولسياسات راشدة تحفظها وتنميها. وليس من الرشد استثمار أموالنا في أمريكا والغرب بشكل عام. ثرواتنا هناك تعتبر تقوية لأعداء المسلمين وهي عرضة للتبخر والضياع، أما الزيادة فيها فهي محق ولا بركة فيها، قال الله تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾.

 

وعلى كل مخلص محب لبلده أن يفكر بشكل جذري وجاد في كيفية الحفاظ على ثرواتنا، فهي ثرواتنا أولاً وآخراً. ومن ذلك على سبيل المثال:

 

1) سحب استثماراتنا وأموالنا من أمريكا والغرب وإيقاف تصدير الأموال لأسواقهم ومصارفهم.

 

2) تخفيض إنتاجنا من النفط والغاز ليكون بالقدر الذي نحتاجه وليس بالقدر الذي تحتاجه أمريكا والسوق العالمي.

 

3) بيع النفط بالذهب وليس بالدولار أو اليورو، وتحويل الفائض من الأموال إلى ذهب وحفظه كاحتياطي في خزينة الدولة.

 

ستولّي أزمة سيليكون فالي، ليكون العالم على موعد مع أزمة وأزمات أخرى، فهل سننتظر ذلك الموعد ونكتفي بالفرجة؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ ولاية الكويت

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع