الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من للمزارعين يحررهم من سجون الظالمين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

من للمزارعين يحررهم من سجون الظالمين؟

 

 

الخبر:

 

رسم عدد من المزارعين بالقضارف صورة قاتمة لمستقبل الزراعة بالبلاد، في ظلّ تجاهل الحكومة لهم. وقال المزارع غالب هارون، بحسب صحيفة الانتباهة الصادرة الثلاثاء، إنّ الحكومة لم تتدّخل لشراء المحاصيل للمخزون الاستراتيجي ما أدّى إلى انهيار الأسعار خاصة محصول القطن. وفي وقتٍ أكّد في حديثه، أنّ سجون القضارف امتلأت بالمزارعين المعسرين. ونبّه إلى أنّ عدداً كبيراً جداً من المزارعين كتبوا شيكات على أنفسهم ولم يستطيعوا سدادها بسبب عزوف البنك الزراعي عن تمويل موسمهم الزراعي العام الماضي. (عاجل نيوز 2023/03/14)

 

التعليق:

 

السودان سلة غذاء العالم كما يقولون، بلد حباه الله بالنعم والخيرات الوفيرة، ويعتبر واحداً من أكبر ثلاثة بلدان في القارة الأفريقية من حيث المساحة، وواحداً من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1,886,068 كيلومتراً مربعاً.

 

وتتنوع مصادر المياه في السودان، كمياه الأمطار وتجميعها عبر السدود والآبار، والبحيرات، ومياه نهر النيل الذي يعتبر مصدرا رئيسا للمياه في البلاد. وتبلغ حصة السودان حسب اتفاقية مياه النيل عام 1959، نحو 18.5 مليار متر مكعب، بينما يبلغ متوسط الأمطار السنوي في البلاد 400 مليار متر مكعب، و4.2 مليارات متر مكعب مياه جوفية متجددة.

 

ورغم كل ذلك يعاني المزارعون حالياً صعوبات كبيرة في الري والتمويل الأمر الذي سبب خسائر ضخمة أسفرت عن مشاكل إنسانية واقتصادية وقانونية خطيرة تهدد الأمن الغذائي في السودان! وقد أصبح الكثير من المزارعين خلف القضبان بسبب عجزهم عن سداد القروض الربوية المجحفة التي أخذوها من البنك الزراعي والجبابات والضرائب المباشرة وغير المباشرة التي تضاف إلى تكاليف الإنتاج، ما أدى إلى ضياع المزارعين بين المطرقة والسندان.

 

في تقرير لموقع بي بي سي في 2023/02/27 "قالت الأمم المتحدة إن أكثر من ثلث السكان في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في عام 2023، بسبب زيادة النزوح والجوع". وهذا يؤكد لنا عدم وجود خطط وسياسة زراعية واضحة للدولة، بل يوجد فساد إداري ممنهج، هو نتاج طبيعي لفساد نظام الحكم الرأسمالي المطبق في البلاد، مع وجود حكام عملاء للغرب الكافر، يعملون مع أسيادهم من إجل إفقار السودان، عبر تنفيذ إملاءات وسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين القاتلة.

 

إن صندوق النقد والبنك الدوليين التابعين لمنظمة الأمم المتحدة هما القاتل الاقتصادي الذي يحدد للحكام في السودان ماذا يزرع السودان! ولن ينعم أهل السودان ولا غيرهم إلا بالانعتاق منه.

 

كان الناس في ظل دولة الخلافة في بحبوحة عيش، لقد شجع الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الناس على إحياء الأرض الموات وإصلاح الأراضي للزراعة فانتعش الاقتصاد الزراعي. وقد اهتم رحمه الله بالمزارعين ورفع الضرر عنهم، ويُروى في ذلك أن جيشاً من أهل الشام مرّ بزرع رجل فأفسده، فأخبر الرجل عمر بذلك، فعوضه عشرة آلاف درهم، وكان يقدم القروض للمزارعين، فقد جاء في رسالته لواليه على العراق: "أن انظر مَن كانت عليه جزية فضعف عن أرضه فأسلفه ما يقوى به على عمل أرضه فإنا لا نريدهم لعام ولا لعامين".

 

ومن المواقف المنسوبة له أنه لما جيء إليه بأموال الزكاة أمر بإنفاقها على الفقراء، فقالوا: ما عاد في الأمة فقراء. فأمر بتجهيز الجيش، وتزويج الشباب، ثم قضاء الدين عن المدينين، ولما بقي مال قال: "اشتروا به قمحا وانثروه على رؤوس الجبال، لكي لا يقال: جاع طير في بلاد المسلمين".

 

لن ينصلح حال البشرية إلا بنظام الإسلام، في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فكونوا من العاملين لها تفلحوا في الدارين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الصادق علي موسى (أبو محمد)

 

آخر تعديل علىالسبت, 25 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع