- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان شهر الجهاد والنصر
الخبر:
هلّ علينا رمضان جديد في ظل غياب الخلافة والخليفة وفي ظل تعطل الجهاد وغياب الانتصارات.
التعليق:
قَالَ النَّبِيِّ ﷺ: «الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ. إمَّا أنْ يَكْفِتَهُ إِلَى مَغْفِرَتِهَ وَرَحْمَتِهِ، وَإمَّا أنْ يَرْجِعَهُ بأجْرٍ وَغَنِيمَةٍ. وَمَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ حَتَّى يَرْجِعَ». كما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقرآن والعبادة والطاعة فهو أيضا شهر الصبر والجهاد والفتح والنصر. إن رمضان ليس شهراً للأكل والشرب والراحة والنوم والكسل، بل هو أيضاً شهر تتدرب فيه الروح وتتدرب الإرادة. هذا الشهر الذي يكون الشعور بالالتزام والطاعة به في ذروته، يرتفع إيمان المؤمنين وحماسهم، وتتضاعف مشاعر اللطف والرحمة، يجب أن يتم تقييمه على أنه شهر يتم فيه حمل الدعوة على أفضل وجه ويشعر بالشوق إلى الجهاد.
وتجدر الإشارة إلى أن الصوم والجهاد عبادتان مهمتان تشتركان في الكثير، الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ»؛ بإعطاء رتبة الاستشهاد أو المحاربين لعبده المجاهد الذي يجاهد في سبيل الله فقد أجاز لنفسه أجر الجهاد. الصوم؛ الأكل والشرب وكبح الشهوة؛ الجهاد وسيلة لكبح الجشع والجشع الدنيوي. في الصوم رغبة في التغلب على النفس، وفي الجهاد رغبة في هزيمة أعداء الإسلام.
في الحديث عند الإشارة إلى أجر المجاهد وجائزته، من المفيد مقارنته بمن يصلي ويصوم باستمرار. تمت مقارنة حجم أجر المجاهد بحجم المكافأة التي يحصل عليها العبد الذي يصوم باستمرار ويصلي دائماً.
ونتيجة لتكامل روح الصيام والجهاد في نفوس المؤمنين، تحققت العديد من الفتوحات والانتصارات المهمة في تاريخ الإسلام المجيد في شهر رمضان. لا يمكن أن نتطرق إلى كل الفتوحات والانتصارات، التي حققها المسلمون في شهر رمضان؛ من مثل معركة بدر الكبرى، فتح مكة، معركة تبوك، معركة القادسية، فتح جزيرة رودس، فتح الأندلس، معركة قلعة صفد ومعركة عين جالوت...
وبهذه المناسبة ونحن نستذكر هذه الفتوحات والانتصارات في شهر رمضان المبارك، يجب علينا أن نعمل جاهدين من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية لاستعادة هذه الروح، ولنتوج هذا المطلب بالدعاء التالي على كل مائدة إفطار: اَللّٰهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْ مِنَّا، اَللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ عَجِّلْ لَنَا بِخِلَاَفَةٍ رَاشِدَةٍ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. اللهم آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان