- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكم على الفعل وليس على الصورة
الخبر:
أدى حمزة يوسف اليمين رئيسا لحكومة اسكتلندا، يوم الأربعاء الماضي، ليصبح أول رئيس مسلم لحكومة في غرب أوروبا. (الجزيرة.نت)
التعليق:
فرح كثير من المسلمين بفوز حمزة يوسف المهاجر المسلم ذي الأصول الباكستانية الذي أصبح أول رئيس مسلم لحكومة غربية واشتعلت مواقع التواصل بصوره وهو يصلي مع عائلته منهم من يهنئه ومنهم من يهنئ المسلمين بفوزه، وبعضهم يعتبره إعزازاً للمسلمين في العالم وإظهاراً للدين وغير ذلك من الأوصاف التي إن دلت على شيء فإنما تدل على تعطش المسلمين لقائد مسلم يعز الإسلام والمسلمين.
كما يطيب للبعض مقارنة حمزة يوسف هذا مع رئيس وزراء بريطانيا الهندوسي ريشي سوناك ويفتخرون بأن حمزة ينافس سوناك الذي أضاء الشموع وأدى طقوسه الهندوسية في داوننج ستريت والآن حمزة يؤدي الصلاة في برلمان استكلندا.
الصورة التي يتخيلها هؤلاء المتعطشون للأسف مشوشة ومبنية على عواطف عشوائية لا ضابط لها ولا تلتزم بمنهج ولا تتخذ مقياس الشرع مرشدا أو موجها.
أقول مختصرا إن العبرة لا تكون بالاسم ولا بالعرق ولا بمظاهر شكلية سواء أكانت مع سابق علم تستغل للخداع أم كانت عن جهل ويتم تسخيرها لمصالح خاصة، وإنما العبرة هي بالأفعال. فمثل هؤلاء سواء أكانوا في الوزارة أو في البرلمان أو الكونغرس أو مجلس الشيوخ أو غيرها، لن يصلوا إلى تلك المناصب إلا وقد تشربوا الرأسمالية والعلمانية حتى الثمالة ولا يعنيهم شيء من قضايا المسلمين إلا بالقدر الذي يحقق لهم مصالحهم الشخصية، فهم كغيرهم من السياسيين الرأسماليين لا يحركهم إلا مصالحهم ولا يهز مشاعرهم إلا ما ينفعهم. مقياسهم في كل أعمالهم هو المنفعة، والقيمة التي يبغونها هي القيمة المادية فحسب.
فهذا الرجل على سبيل المثال يتعهد في يمينه الدستوري بخدمة جلالة الملك تشارلز الثالث بأمانة وهو من ساهم ولعب دوراً حاسماً في نجاح تمرير قانون الزواج والشراكة المدنية الذي شرّع زواج المثليين في اسكتلندا.
يذكرنا هذا بقوله تعالى: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة