- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتناقُ الأوروبيين وغيرِهم الإسلامَ أصبح ظاهرة لافتة للنظر
الخبر:
تتداول الكثير من وسائل الإعلام ووسائل التواصل شبه يومي أخبار اعتناق الكثيرين من الأوروبيين وغير الأوروبيين للإسلام، حتى إنه تم فتح صفحة على الفيسوك بعنوان "المسلمون الجدد".
التعليق:
لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ عبر وسائل الإعلام المختلفة أخبارا تتعلق بإسلام شخص ما أو عائلة بأكملها وأحيانا أشخاص لم يكن أحد يتوقع أن يُسلموا، أحيانا أفرادا عاديين وأحيانا أخرى أشخاصا مشهورين لهم ملايين المتابعين على الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل مثل لاعب الملاكمة الأمريكي أندرو تيت الذي قال: "إن الإسلام هو آخر الأديان المتبقية على الكوكب دون تغيير، والمسلمون متمسكون بكتابهم وهذا دليل على أنه الدين الحقيقي". وقد تناولت وسائل الإعلام مؤخرا قيام الأسترالي شيرمون بورغس الذي قاد أكثر الجماعات اليمينية تطرفا في أستراليا، والذي كان ملقبا بأشهر مُعادٍ للإسلام، بإعلان إسلامه واعترف بأنه كان ضحية لأفلام هوليوود الصهيونية التي قدمت المسلمين على أنهم إرهابيون يقطعون الرؤوس، وقال: "لقد أضل الغرب طريقي حيث يوجه الغرب الأشخاص المكتئبين لحل مشاكل الحياة عن طريق الكحول والمخدرات والإباحية والنوم"، أما القشة التي قصمت ظهر البعير النصراني الغربي فهو إسلام القس الأمريكي الكاثوليكي هيلاريون هيجي قبل أكثر من شهر تقريبا، وقد كتب على صفحته الشخصية: "بعد عقود من الانجذاب إلى الإسلام بدرجات متفاوتة قررت أخيرا أن أصبح مسلما"، وفي اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك الحالي أشهرت عائلة ألمانية مكونة من أم وأب وأربعة أطفال إسلامهم بعد انتهاء المصلين من صلاة الجمعة في مدينة فورتسهايم الألمانية، وهذا فيض من غيض ولله الحمد والمنة.
والحقيقة إنه ليس من المستغرب أن يُقدم هؤلاء على اعتناق الإسلام، فهو الدين الوحيد الذي يتجاوب مع فطرة الإنسان ويقنع عقله، فيملأ قلبه طمأنينة، ولكن العجب العجاب أن يُقبلوا على الإسلام وهم يعيشون في مجتمعات مركز تنبهها هو عداوة الإسلام ومحاربته، وسخرت وسائل إعلامها المختلفة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين ونعتهم بالإرهاب والتطرف، ووصفهم بأنهم سفاكو دماء يقطعون الرؤوس وغيرها من الأوصاف الباطلة، وأن الإسلام يظلم المرأة ويستعبدها، إلا أن الله سبحانه جعل مكرهم يبور، فكان أكثر الداخلين في الإسلام في الغرب من النساء، وكانت تلك التهم الباطلة تسقط جملة واحدة بمجرد أن يسمع الغربي آية من كتاب الله عز وجل، أو يرى سلوكا قويما لأحد المسلمين فيؤثر فيه، فيقبل على دين الله باكيا نادما على سنين عمره التي قضاها في جاهلية جهلاء.
إن هذه الأعداد الغفيرة التي تدخل في الإسلام يوميا لهي من المبشرات أن هذا الدين العظيم عاجلا أم آجلا سيعم نوره كل شبر من هذه المعمورة تصديقا لقول النبي ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ؛ عِزّاً يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلّاً يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ».
كل هذا الإقبال على الإسلام والمسلمون لا دولة لهم، فكيف لو قامت دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فجسدت الإسلام واقعا عمليا وحكمت الناس بالعدل وقسمت بينهم بالسوية ورفعت الظلم عن المظلومين في العالم وأجارت الهاربين من وحوش الرأسمالية مصاصي الدماء؟! لا شك أن الناس سيدخلون في دين الإسلام أفواجا أفواجا، فاللهم أكرمنا بدولة الخلافة واجعلنا من شهودها وجنودها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام