خلاف البحرين والعراق يؤكد معارضة الفكر الوطني والطائفي للفكر الإسلامي

 

 

 

الخبر:

 

قالت وكالة الأنباء البحرينية، اليوم الثلاثاء، إن وزارة الخارجية البحرينية استدعت القائم بالأعمال العراقي مؤيد عمر عبد الرحمن "لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية". وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بأن عبد الرحمن تلقى أيضا مذكرة احتجاج رسمية على "تدخله في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين" من دون تقديم المزيد من التفاصيل. (جريدة النهار، 2023/03/28)

 

ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ:

 

بالرغم من أنه لم يتسرب إلى الصحافة تفاصيل الخلاف حتى الآن، لكن لنا أن نسأل لماذا تعتبر البحرين حديث ممثل دولة عربية أخرى "شأنا داخليا" لا يجوز لها الخوض فيه؟ وهل تعتبر البحرين الحديث "شأنا داخليا خاصا" عندما يقوم به سفير لدولة غربية كبريطانيا مثلا أم يكون "شأن الأسياد في حق العبيد"؟! لن نستغرب هذا لأننا نعلم مسبقا بأن حكام العرب هم عملاء للغرب. عندما نقارن حديثهم بما أقره رسول الله ﷺ في وثيقة المدينة المنورة نجد العجب العجاب، فهو أمر بكتابة: «وَإِنّ سِلْمَ الْمُؤْمِنِينَ وَاحِدَةٌ لَا يُسَالَمُ مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ إلّا عَلَى سَوَاءٍ وَعَدْلٍ بَيْنَهُمْ». بينما حكام العرب للفرقة عنوان، خاصة عندما يكون الحديث عن وحدة الأمة الإسلامية.

 

نعم، لم تسعف حكام العرب المناهج المدرسية كثيرا، لأنها وإن امتلأت بالكمّ المحشو من الأكاذيب عن واجب حب الوطن وقداسة الرابطة الوطنية، ما كانت لتغطي على أفعالهم. نعم بسبب غبائهم لم تخدمهم تلك المناهج التي وضعوها من أجل تثبيت عروشهم، بمسميات مختلفة براقة وجذابة، بمحاولة إيهام جيل كامل بأن واجبه الدفاع عن حظائر سايكس بيكو. ويا ليت قومي يعلمون أن ما يدعون إليه من رابطة وطنية هو نقيض لرابطة الإسلام، ووحدة الأمة الإسلامية.

 

فعلى الأمة الإسلامية المسارعة لإبطال كل ما أحدثه الاستعمار من غزو فكري ونصب حكام عملاء يبقون نفوذه في بلاد المسلمين، وإعادة الغرب إلى عقر داره إن لم يكن إفناءه، وذلك بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

قال الله تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نزار جمال