الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الاحتجاجات أداة استعمارية لتأمين النهاية السياسية للعبة النخب وليس الجماهير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاحتجاجات أداة استعمارية لتأمين النهاية السياسية للعبة النخب وليس الجماهير

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

يقود زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينجا احتجاجات أسبوعية ضدّ ارتفاع تكاليف المعيشة والتزوير المزعوم في انتخابات العام الماضي. واتهم المحتجون الرئيس وليام روتو بسوء الإدارة، فيما اتهم أنصاره أودينجا باستخدام الغضب من ارتفاع الأسعار، وهي ظاهرة عالمية، للضغط من أجل تنازلات سياسية ودور محتمل في الحكومة. وتقول الحكومة إن التصويت كان عادلاً وتدافع عن سجلها الاقتصادي داعية إلى وقف الاحتجاجات. وشابت أعمال العنف هذه الاحتجاجات بتقارير عن وفيات وخسائر في الممتلكات. وقد أدى ذلك إلى مطالبات بالهدوء من القادة المدنيين الذين قالوا إنهم يخشون الانزلاق إلى أعمال عنف مشحونة عرقيا.

 

التعليق:

 

تعد المظاهرات المناهضة للحكومة أول اندلاع كبير لاضطراب سياسي منذ أن تولى روتو السلطة قبل أكثر من ستة أشهر بعد هزيمة أودينجا في انتخابات تم تزويرها حسب مزاعم خصمه. لقد استغلت المعارضة بقيادة رايلا أودينجا الوضع الاقتصادي السيئ في كينيا بقدر ما استغله التيار خلال فترة الحملة تحت شعار "محتال". وعلى الرغم من أن هذه الاحتجاجات ظلت محصورة في أنصار رايلا إلاّ أن الحكومة شعرت ببعض الخطر.

 

من السذاجة أن يعتقد أصحاب الفكر أن الاحتجاجات الجارية، وأن المعارضة والنظام الحالي بينهما اختلافات لا يمكن التوفيق بينها على أساس الاختلافات المبدئية. لأن كليهما وكلاء سياسيون للتأثيرات الاستعمارية. تنبع المصاعب الاقتصادية التي تؤثر على ارتفاع تكلفة المعيشة من النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي يجعل الثمن هو العامل المحدد الوحيد في إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات. في الوقت الحالي، تعتبر الأزمة المالية العالمية التي نشهدها دلائل على فشل النظام. هذا يعني أن الوضع الاقتصادي هو قضية كينية وليست ظاهرة عالمية بسبب نظام رأسمالي ساحق بالفعل.

 

لعبت الأعمال الجماهيرية، بما في ذلك الاحتجاجات، دوراً مهماً في تشكيل المشهد السياسي للبلدان الأفريقية. كانت الاحتجاجات في تونس خلال الربيع العربي، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، قد تعرّضت للخطر لصالح المصالح الغربية. كما تعرّضت الاحتجاجات السودانية في عام 2019، والتي بدأت كرد فعل لارتفاع أسعار المواد الغذائية وتطورت إلى حركة أكبر تدعو إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير، للخطر أيضاً. نجحت الاحتجاجات في نهاية المطاف، وتمّ تشكيل حكومة انتقالية. لكن كل الاحتجاجات الجماهيرية انتهت بتسوية سياسية بين الطبقة السياسية وليست الغاية المنشودة للجماهير، أي إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية!

 

عند التدقيق في الوضع الحالي سياسياً، من المرجح أن يتمّ التوصل إلى الهدنة بين المعارضة والحكومة. مع زيارة السيناتور الأمريكي كريس كونز، الحليف المقرب للرئيس جو بايدن، الذي أشرك القيادة السياسية الكينية بالفعل في الوضع الحالي. والتقت السفيرة الأمريكية ميج ويتمان بنائب الرئيس ريغاتي جاشاغوا يوم الأربعاء 29 آذار/مارس 2023 قبل لقاء السيد أودينجا في المساء. تمارس البعثات الدبلوماسية الغربية ضغوطاً على الحكومة والمعارضة للتوافق. ومن المفارقات أنّ هذه المهمة تتعارض مع مبادئهم الديمقراطية مثل الدستورية وسيادة القانون! وفوق ذلك، من الواضح تماماً أن الديمقراطية هي إطار سياسي غير وظيفي يستخدمه الغرب كحصان طروادة لتأمين مصالحهم السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

آخر تعديل علىالخميس, 06 نيسان/ابريل 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع