الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زيارة بوريس جونسون لنيجيريا  الاعتماد على الغرب هو سبب تخلفنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

زيارة بوريس جونسون لنيجيريا

الاعتماد على الغرب هو سبب تخلفنا

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 27 آذار/مارس 2023، ألقى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون خطاباً في مؤتمر في لاغوس حول "إعادة إنسانية التجربة الإنسانية". وتأتي زيارته بعد أسابيع فقط من الانتخابات العامّة النيجيرية، التي جرت في شباط/فبراير وآذار/مارس 2023. وتحدّث جونسون عن حرية الاختيار في التصويت، والحكم الرشيد في ظلّ الديمقراطية، والمساواة أمام القانون والأمن في نيجيريا. كما تحدث عن زيادة وتحسين الروابط التجارية بين بريطانيا ونيجيريا.

 

التعليق:

 

بوريس جونسون هو زعيم سابق لحزبه فاقد مصداقيته ومعزول، بسبب خرق القانون والفساد والمخالفات والإصرار على الحفاظ على براءته من خلال الغطرسة المطلقة في مواجهة الأدلة المخالفة. وبالتالي، تمّ عزله من رئاسة حكومة بلده.

 

بالنسبة لرجل مناصر للديمقراطية، كان جونسون هو رئيس الوزراء الذي علق البرلمان البريطاني بالقوة من خلال تأجيله في آب/أغسطس 2019 ثم تمسّك بالسلطة بلا خجل بعد إجباره على الاستقالة في عام 2022. ألم تكن الشركات في عهده تستفيد من مئات الملايين من الجنيهات من الحكومة البريطانية في ظلّ ظروف مشكوك فيها؟ في العقود الممنوحة خلال الوباء، كان للشركات صلات بوزراء مناصب في مجلس الوزراء مثل مايكل جوف وكبار مستشاريه مثل دومينيك كامينغز، ما أكسب الحكومة لقب "chumocracy" أي المحسوبية. ماذا عن المساواة أمام القانون؟ جونسون، إلى جانب وزراء ومستشارين في مجلس الوزراء مراراً وتكراراً، انتهكوا قواعد حظر انتشار فيروس كورونا مع إصرارهم على ضرورة التزام الجمهور الصارم بالقواعد نفسها. يظل كامينغز، مثل رئيسه، مغروراً بشأن التجاوزات. ظلّ جونسون مصرّا على أنه لا لوم بشأن فضيحة "بارتيجيت"، وذهب إلى حدّ السخرية منها في خطابه في لاغوس.

 

قاد جونسون الدّعوة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي أدى تأثيره المتكشف إلى انتقال الشعب البريطاني من كارثة اقتصادية إلى أخرى. الزيادات الهائلة في مستويات الفقر والتّضخم والبطالة في جميع أنحاء المجتمع البريطاني وانخفاض مكانة الاقتصاد العالمي لبريطانيا ليست سوى نتائج قليلة لذلك.

 

حتى عندما يحاول جونسون الدفاع عن المساءلة الديمقراطية للقادة من خلال مقارنة أفعال بوتين المجرم، فإنه يصف بوتين بعبارات تنطبق عليه نفسه بالقدر نفسه "هو (بوتين) لا يمارس نظاماً ديمقراطياً ويحيط نفسه بالمتملقين". مدرك بدقة لأنه يتطلب معرفة واحدة.

 

في جوهره، جاء جونسون يروج للقيم الغربية البالية، التي فشلت بشكل واضح في وطنه. إنه يمثل بنية سياسية فاشلة ونظاماً اقتصادياً غير عادل في شكل الرأسمالية. وتهدف زيارته، التي تدعو إلى تحسين الروابط التجارية، إلى التخفيف من التداعيات الكارثية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي امتداد للقهر الاستعماري الذي تواصل بريطانيا فرضه على مستعمراتها السابقة. إن الفساد المستشري الذي شهدته إدارة جونسون والديمقراطية البريطانية هو سمة من سمات النظام وليس مجرد سوء تطبيق لمبادئه.

 

ستبقى بلداننا مستعمرة ما دمنا نواصل فرش السجادة الحمراء للخضوع واحتضان أمثال بوريس جونسون والقيم التي يروج لها. لا يمكن لبلادنا أن تجد تحرراً حقيقياً إلا برفض الأنظمة الغربية واعتناق الإسلام في صورة الخلافة. نظام وأسلوب حياة أتى بهما رسول الله ﷺ مبني على عدل السماء لخير البشرية. قال النبي ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سليم محمد

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع