- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تنجح في جعل الحوثيين نداً للحكومة اليمنية وتقسم السلطة بينهما إلى حين
الخبر:
هدنة لمدة ستة اشهر والبدء في مفاوضات الحل النهائي والسفير السعودي يطلع مجلس القيادة الحكومي على تفاهمات المملكة مع الحوثيين (موقع المصدر، 14 رمضان 1444هـ الموافق 5 نيسان/أبريل 2023م)
التعليق:
نجحت السعودية أولا في وضع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في بوتقة واحدة في ما يسمى اتفاق الرياض، ثم انفردت مع الحوثيين في مفاوضات خاصة توصلت فيها إلى تفاهمات معهم بشأن تأمين حدودها الجنوبية مقابل جعلهم شريكاً في السلطة مع الحكومة اليمنية، وهذا ما أرادته أمريكا من حرب اليمن وهو جعل الحوثيين جزءا من السلطة في اليمن، وجعل السعودية مشرفا ومسيطرا في الوقت ذاته على الأطراف اليمنية، وبهذا تقلص النفوذ البريطاني القديم في اليمن إلى النصف تقريباً ولو إلى حين.
وبهذا سيدخل الحوثيون مع مجلس القيادة - الذي يضم داخله المجلس الانتقالي - في مفاوضات الحل النهائي واقتسام السلطة، وهذا هو ما أرادته أمريكا ونفذته لها السعودية بمساعدة إيران، بعد توقيعهما اتفاق مصالحة مؤخرا في بكين.
ويبدو أن الإنجليز قد وافقوا على ذلك مستندين إلى ثقل الجانب الحكومي والأحزاب التابعة لهم، بالإضافة إلى الوجود الإماراتي في الجزر والمؤانئ اليمنية ضمن اتفاقات أمنية مع الحكومة، وربما يتوصل الطرفان عند نهاية الشهور الستة للهدنة إلى تفاهمات لتقاسم السلطة ولكنها إلى حين، حيث سيستمر الصراع السياسي بينهما للاستئثار بمعظم المناصب السيادية، ولبسط النفوذ على الثروة في البلاد وتأمينها للكافر المستعمر الذي يقف من خلف الستار.
نحن مع وقف الحرب وإيقاف نزيف الدم بين الإخوة في البلاد وتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي لأهلنا في اليمن، إلا أن هكذا حلول تبقي السيطرة على النفوذ والثروة في البلاد لصالح الكافر المستعمر، عن طريق تلك الحكومات العميلة التي أنشأها الغرب وقسم بينها السلطة كي تحمي مصالحه، وها هي قيادات الأحزاب تشاهد اليوم وهي تتقاطر من جديد إلى عدن والرياض كي تحظى بنصيب في القسمة غير مبالين بمصالح الأمة الحقيقية وعقيدتها ومبدئها.
إن الحل الجذري والصحيح للأزمة اليمنية هو التخلص من النفوذ الغربي وذلك بنبذ عملائه سواءً التابعين للسعودية وإيران أو التابعين للإمارات وقطر، وتسليم الحكم للعاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي قد لاحت تباشيرها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن