- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن يوقف تدنيس الأقصى إلاّ جيوش المسلمين بقيادة الخليفة
(مترجم)
الخبر:
اقتحمت قوات يهود مساء الثلاثاء 4 نيسان/أبريل المسجد الأقصى مرةً أخرى لترويع المصلين المسلمين. واستخدموا القنابل الصوتية والرّصاص المطاطي والغاز المسيّل للدموع لإخراجهم منه، ما أدى إلى اختناق الرجال والنساء وكبار السن والأطفال. ثم شرعوا في ضرب المصلين بوحشية وبلا رحمة بالهراوات والبنادق. وقد أصيب العشرات واعتقل أكثر من 400. ثم سُمح ليهود بالدخول إلى المسجد تحت حماية الشرطة. وأفادت الأنباء أن قوات يهود منعت أيضا المسعفين من دخول المسجد لمعالجة المصابين. وتعرّض أحد المسعفين لهجوم من شرطة كيان يهود وأصيب خارج إحدى بوابات المسجد. كما داهمت قوات يهود المسجد في الليلة التالية بينما كان المسلمون يؤدّون الصلاة. خلال شهر رمضان، قامت قوات كيان يهود بإخراج المصلين من المسجد الأقصى كل ليلة بعد انتهاء صلاة التراويح حوالي الساعة 9 مساءً، وفرضت قيوداً على من يمكنه دخول المسجد. كما يقومون بإفراغ المسجد بانتظام بعد الصلوات الخمس، خاصةً بعد صلاة الفجر لضمان زيارات المستوطنين بشكل يومي وبحريّة.
التعليق:
أصبح تدنيس الأقصى وترويع المصلين المسلمين من الطقوس اليومية لكيان يهود الإجرامي، بهدف إذلال المسلمين الفلسطينيين وبسط سلطته على المقدسات الإسلامية. في شهر رمضان الماضي، تمّ اعتقال أكثر من 300 فلسطيني وجرح ما لا يقلّ عن 170 عندما اقتحمت قوات كيان يهود المسجد الأقصى، في حين أصيب مائة فلسطيني في شهر رمضان الماضي عندما اقتحمه ضباط كيان يهود، مستخدمين مرةً أخرى القنابل الصوتية والرصاص الفولاذي المغلف بالمطاط. وقنابل الصوت ضدّ المصلين.
أي إذلال أعظم من احتلال إجرامي يضبط من يدخل ويتعبد في ثالث أقدس موقع للمسلمين، ومكان الإسراء والمعراج الذي صعد منه نبينا الحبيب ﷺ!
كان رمضان شهر الانتصارات لهذه الأمة وهذا الدين الكريم في ظلّ حكم الإسلام. معركة بدر، فتح مكة، فتح الأندلس، معركة عين جالوت، معركة حطين التي أدت إلى تحرير القدس وفلسطين من الصليبيين، كلها تشهد على الانتصارات العظيمة التي حققها المسلمون. ولكن اليوم في غياب الخلافة ابتليت الأمة بمأساة تلو مأساة، وذلّ بعد ذل.
نعم، الصدقة مهمة للفقراء، ولكن ما الذي يمكن أن يفعله الدولار والجنيهات لحماية مسلمي فلسطين من رصاص وقنابل كيان يهود القاتل أو لتحرير فلسطين المباركة؟ طبعاً الدعاء مطلوب في التوسّل إلى الله ليحفظ أمتنا وينصرنا على أعدائنا، لكن النبي ﷺ قال: «وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِه، لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعرُوف، وَلَتَنهَوُنَّ عَنِ المُنْكَر؛ أَو لَيُوشِكَنَّ الله أَن يَبْعَثَ عَلَيكُم عِقَاباً مِنْه، ثُمَّ تَدعُونَه فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُم». كيف سيستجيب الله لدعواتنا لحماية أمتنا وتحرير أراضينا ما لم نتحدث ضدّ حكم الكفر في أراضينا في ظلّ هذه الأنظمة الحالية وندعو إلى ما وصفه الرسول ﷺ بالدرع وولي هذه الأمة والمدافع عن هذا الدين الخلافة على منهاج النبوة؟
إن فلسطين لن يحرّرها سوى جيوش المسلمين، وهذا لن يحدث في ظلّ الأنظمة الحالية التي قامت بتطبيع العلاقات مع كيان يهود، وتشكّل خطّ الدفاع الأول له. لقد باع هؤلاء الحكام أنفسهم لكسب حظوة أسيادهم الغربيين!
فنوجه صرخاتنا ونداءاتنا إلى أبناء جيوش المسلمين الذين أمرهم الله بواجب حماية هذه الأمة والإسلام، لتحريرها من هذا الإذلال لأعداء الإسلام الذين يدنسون الأقصى؟ كم من الحزن أنتم على استعداد لتحمله لرؤية إخوتكم وأخواتكم يذبحون على يد هذا الاحتلال الوحشي؟ ألا تتمنوا أن تكونوا صلاح الدين الأيوبي، الذين سيتمتعون بشرف وإرث تحرير هذه الأرض المباركة من براثن ظالميها؟ ثم تتخلصوا من ولائكم لهذه الأنظمة الخائنة، وتعطوا النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحرككم لتحرير القدس وكل بلادنا المحتلة، لتنالوا الثواب العظيم. إنها دولة ستخلد أسماءكم، وتجلب الأمن لأمتكم، وتحقق النصر لدينكم العظيم بإذن الله.
قال النبي ﷺ: «طُوبَى لِلشَّامِ»، فَقُلْنَا: لِأَيِّ شَيْءٍ ذَاكَ؟ فَقَالَ: «لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهِمْ»، وأضاف ابن عباد رضي الله عنه: وعاش فيها الأنبياء. لا يوجد شبر واحد في القدس لم يصل فيها نبي ويقف فيها ملك.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير