- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حل إلا الحل الجذري
الخبر:
كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) فتح تحقيقا يرمي إلى محاسبة مسؤولين سوريين يقفون وراء منظومة الاعتقال والتعذيب الوحشي التي سادت في عهد الرئيس بشار الأسد. (الجزيرة نت، 2023/4/18م)
التعليق:
إن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتحرك لأجل إحقاق الحق ومعاقبة المجرمين الذين قتلوا وعذبوا آلاف المعتقلين في سوريا، ثم أي تحقيقات هذه التي يقومون بها ولمدة خمس سنوات وأمامهم آلاف الأدلة والشهود التي تدين هذا النظام؟!
واليوم ومع اقتراب نقل الساحة السورية من ساحة عسكرية وحالة اقتتال إلى ساحة التهدئة وطاولة المفاوضات تنفيذا للمشروع السياسي الأمريكي، وهذا الانتقال يجب فيه تنظيف الساحة وتغيير الأدوات وتصفية من انتهى دورهم لتخوض مكرها السياسي من جديد على الشعب السوري، ولهذا نجد استنفارا لكل القوى العسكرية والقوى الناعمة لتهيئة الأجواء لجعل الساحة السورية تتجه نحو الحل السلمي الذي يرضيها، وبما أن أمريكا ترغب في ذلك نجد أن كل أدواتها وعملائها يغيرون لباسهم وبوصلة تحركهم حسب الدور الجديد المرسوم لهم دون النظر لاختلاف وتباين الدورين، فنجد تسابق الدول في إعادة العلاقات مع النظام المجرم متجاهلين سنوات القمع ودماء الشهداء وتشريد الأبرياء وهدم المنازل وتدمير البنى التحتية للبلاد ما يجعلها خاضعة منقادة لمخططات أمريكا، مهما حدث من تغيير في رأس النظام أو سلوكه الظاهر فهو سيبقى عاجزا ما دام يعمل لهذه المنظومة وضمن نطاق العمالة، وإن الشعب السوري الذي يتطلع إلى الحرية والكرامة لن ينال إلا القشور من ذلك، وسوف تبقى البلاد والعباد تحت مظلة الظلم والقهر ولو اعتلاها بعض الرفاهية الكاذبة التي تعطى للخونة منهم والمتسلطين والمتملقين للسلطة وتعاد الكرة عليهم.
إن الحل الحقيقي الذي يجب أن يعيه المسلمون في سوريا خاصة والمسلمين عامة يجب أن يكون حلاً جذرياً لا أنصاف الحلول وأرباعها.
والحل الجذري يكمن في الخروج من هذه المنظومة الرأسمالية الطاغية المتجبرة التي تكيل بألف مكيال ولا عدل فيها ولا إنصاف، بل هي تعمل على ترسيخ وتثبيت الظلمة وحمايتهم من العقاب في الدنيا.
وإننا اليوم بأمس الحاجة إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة فتعيد للعالم رونقه وعزه، ويقع على عاتق المسلمين ذلك لأنهم مأمورون بتطبيق شرع الله في أرضه فنري العالم عدل الإسلام بعد أن ذاقوا ظلم المبادئ الأخرى.
وإننا لنهيب بأهل القوة والمنعة في كل بلاد المسلمين أن يغذوا السير مع حزب التحرير العامل بطريقة رسول الله ﷺ والساعي لتحقيق بشراه بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنْ تَنْصُرُواْ اللهَ يَنْصُرْكُم وَيُثَبِّتْ أَقدَامَكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم