- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لصالح من يقتتل المسلمون في السودان اليوم؟!
الخبر:
هدوء بالخرطوم بعد انتهاء الهدنة وتواصل إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأجانب. (الجزيرة نت)
التعليق:
اقتتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يذهب ضحيته أبناء السودان من عسكريين ومدنيين، اقتتال بدأ في رمضان تسفك فيه الدماء الحرام، لصالح من؟
اللافت للنظر أن قادة كلا الفريقين من عملاء أمريكا وحراسها على مصالحها في السودان، ولكن لم يقتتلون؟
لا بد أن هناك علاقة لما يدعى بالاتفاق الإطاري الذي كان يتوجب بدء العمل به والذي يتضمن تقليم أظافر الجيش السوداني وتخفيف مدى تدخل قياداته في الحياة السياسية وتسهيل دخول رجالات أوروبا للجيش السوداني ليكون لأوروبا نفوذ في السودان.
ولقد اعتبر البيت الأبيض أن هذا الاقتتال شأن داخلي!! وهل كفت أمريكا عن التدخل في شؤون الدول الداخلية؟ أم لأن السودان هو بالأصل حظيرة لقيادات الجيش السوداني الذين تحركهم أمريكا كالدمى عن طريق سفارتها في الخرطوم؟
ولماذا يستشيط الأوروبيون غضبا جراء ما يحدث في السودان؟ أم أن الاتفاق الإطاري الذي اتفقت عليه القوى السياسية الموالية لأوروبا على وشك أن يجهض؟ وهذا بالطبع سيهدد المصالح الأوروبية في السودان وسيعيد تمكين الجيش من بسط نفوذه على المعارضين بحجة بسط الأمن وتخليص السودان ممن يهددون أمنه وأمانه، فهذه الحجة ستكون كافية لسحق نفوذ أوروبا في السودان أو إضعافه.
وباختصار فإن سير الأحداث في السودان يدل على أن هذا الاقتتال مسرحية أخرجتها أمريكا لإجهاض مخططات أوروبا في السودان عن طريق إجهاض الاتفاق الإطاري الذي يصب في مصلحة أوروبا، ولذا أخرجت أمريكا مسرحية اقتتال بين عملائها لتجهض الاتفاق الإطاري ولتعبئة الناس ليلتفوا حول القيادة العسكرية من جديد بعد أن كانت فقدت مصداقيتها منذ زمن ولتمكين الجيش من سحق وإضعاف السياسيين السودانيين الذين يتبعون أوروبا.
وبهذا تسفك الدماء الحرام في شهر رمضان ليس لتحرير أهل السودان من التبعية لأمريكا، بل لتكريس تبعية السودان وأهله لأمريكا، وبهذا تزيد الصراعات الدموية بين المسلمين من أجل مصالح أمريكا.
ولكن متى سيدرك أهل السودان أن حربهم الحقيقية هي مع أعداء الأمة الأمريكان والأوروبيين؟! ألا يكفينا صراعات فيما بيننا؟! كيف نقتتل فيما بيننا ونترك المسؤولين الحقيقيين من المستعمرين يسرحون ويمرحون ويبسطون نفوذهم في بلادنا دون عمل شيء حقيقي لتخليص البلاد والعباد من نفوذهم الاستعماري؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح