- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
فقراء المسلمين في لبنان بدون تعليم وحيتان المال يرفضون المساعدة
الخبر:
إضراب معلمي الثانويات الرسمية في لبنان
التعليق:
منذ 2022/12/24 أعلنت روابط التعليم الرسمية في لبنان الإضراب المفتوح الذي استمر ما يقارب الشهرين ونصف، حيث تآمرت تلك الروابط مع السلطة الفاسدة وأعلنت التراجع عن الإضراب دون أن تحقق المطالب التي كان بسببها الإضراب وأهمها تصحيح الرواتب والأجور والاستشفاء!
إلا أن غالبية معلمي التعليم الثانوي (90%) الذين يعلّمون 75000 طالب ثانوي استمروا في الإضراب حتى الآن، وكذلك فعل معلمو التعليم المهني يعلمون 106000 طالب، وبسبب إهمال السلطة لدورها في تأمين كرامة وحقوق المعلمين وتأمين تعليم لائق للرعية، وفي ظل الانهيارات السياسية والاقتصادية، عمدت الفعاليات في معظم مناطق غير المسلمين إلى تأمين بعض المساعدات المادية الشهرية للمعلمين (250 دولارا) كي يعلموا أبناءهم.
في وقت رفض حيتان المال من المحسوبين على المسلمين وخاصة من هم في السلطة كميقاتي والصفدي والحريري والمخزومي، رفضوا مساعدة المعلمين في مناطقهم، فبقيت الثانويات بدون تعليم في مناطق المسلمين؛ بيروت وطرابلس وصيدا وعكار والهرمل. وهذا مؤذن بعواقب سلبية على مستقبل هؤلاء الطلاب ورسوبهم إن أجريت امتحانات الشهادة الرسمية، لأن فقراء المسلمين الذين يتعلمون في تلك الثانويات الرسمية، ولا قدرة لهم على الدخول إلى الثانويات الخاصة منذ أشهر بدون تعليم.
إن إهمال السلطة الفاسدة للتعليم مرفوض، وما تآمرها على التعليم الرسمي إلا تمهيدا لخصخصته وجعل الطلاب رهينة لحيتان المال، ما يُنذر بكارثة كبرى في لبنان. وإن استمرار وزارة التربية في غطرستها دون حلول لمطالب المعلمين سيؤدي إلى خلل كبير في مستوى التعليم بين المناطق في لبنان.
ونذكر بأننا في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، والتي سيكون لبنان جزءا منها، ننطلق من علاج أزماتنا من شرع الله عز وجل، وإن علاج أزمة التعليم تكمن في قيام الدولة بواجباتها تجاه المعلمين والمتعلمين، بغض النظر عن دينهم ومذاهبهم وعن فقرهم أو غناهم، وإعطائهم حقوقهم كافة. فالدولة في الإسلام تؤمن حياة كريمة لعموم رعيتها، فكيف بمن كان معلما تبنى على يديه الأجيال؟!
إن الدولة في الإسلام تؤمن التعليم المجاني لسائر الطلاب، كما تمنع الفساد، وتعاقب المفسدين، سواء في جهاز التعليم أو غيره.
نسأل الله عز وجل أن يمكننا من إقامة حكم الإسلام عما قريب بإذن الله تعالى، فتُرى أحكام الإسلام ورعاية الشؤون بارزة مطبقة، دون غيرها، في السياسة والاقتصاد والتعليم والإعلام وكل شؤون الحياة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان