- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
شتان بين من يأوي إلى ركن شديد وبين من يركن إلى الظالمين
الخبر:
أمر قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس، صباح الخميس، بسجن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي، بسبب تصريحات سابقة له وُصفت بـ"التحريضية". وأكدت المحامية وعضو هيئة الدفاع عن الغنوشي، منية بوعلي، أن قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس قرر إصدار حكم بالسجن بحق رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بعد أن ظل أكثر من 20 ساعة على كرسي في التحقيق، معتبرة أن "الملف فارغ تماما"، وفق تعبيرها. (سما الإخبارية)
التعليق:
هذه سنة الله في خلقه، من يركن إليه ويأوي إليه فهو يأوي إلى ركن شديد، وحتما هو ناصره ولو بعد حين، كما نصر من قبلُ رسول الله ﷺ، الذي ثبت على الحق ولم يحد عنه قيد أنملة، فواصل مسيره وفق أوامر الله ولم يرض بالحلول الوسط التي عرضت عليه من كبار قريش، ولم يتجاوز أوامر الله وأحكامه بحجة المصلحة أو الحكمة أو الضرورة، بل مضى على ما هو عليه حتى نصره الله نصرا مؤزرا، فصدق عليه قول الله تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
أما من يوالي الظالمين أو يركن إليهم فهو حتما خسران، ولن يجني من ذلك سوى غضب الله والفشل في الدارين، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.
فحري بكل داعية ومخلص أن يأخذ العبرة مما أصاب حركتي الإخوان والنهضة في مصر وتونس، ليدرك بأن النصر بيد الله وحده، وأن الظالمين والعملاء لا مولى لهم ولا عهد ولا ميثاق، ليستيقن بأن السبيل الوحيد لنيل العزة والكرامة والفوز بالدارين هو بالاعتصام بحبل الله المتين دون غيره، فيصر على الحكم بشرع الله وحده دون شريك أو منازع، وليكون السلطان للأمة وحدها دون شريك أو منازع، والسيادة للشرع وحده دون غيره.
هذه سبيل الله وتلك هي دعوة الحق، وإنها لمنصورة بإذن الله ولو بعد حين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبون ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)