الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية

 

 

الخبر:

 

أكدت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن السعودية تواصل حاليّاً اتخاذ الخطوات التي ستسمح فيها الجامعة العربية بوقف تعليق عضوية سوريا مع اقتراب موعد القمة المقرر عقدها في السعودية منتصف أيار/مايو المقبل. وقالت المصادر إن الولايات المتحدة على معرفة بالخطط لكنها تعي عدم قدرتها على وقفها.

 

التعليق:

 

منذ إنشاء جامعة الدول العربية في 22 آذار 1945، وهي تمارس دورا مشؤوما يعمل بكل جد على إبقاء الدول العربية تحت سيادة الغرب الكافر، ومنع أي محاولة جادة للانعتاق من هيمنته، مع المحافظة على مسافة بعيدة بينها وبين الإسلام من خلال تكريس الناحية القومية والوطنية لدى الشعب العربي الموزع في أقطار ممزقة. وخلال أكثر من 70 سنة على وجودها لم تتمكن هذه الجامعة من العمل على تحقيق أي إنجاز سياسي أو اقتصادي. فلا تزال فلسطين ترزح تحت احتلال يهود منذ 1948 أي بعد 3 سنين من إنشائها. وقضية الصحراء بين الجزائر والمغرب لم تبرح مكانها وكلفت ما يزيد على 20 ألف قتيل. ولم تفلح الجامعة العربية في الحفاظ على وحدة السودان حيث تم فصل جنوبها عن شمالها، ولم تتمكن من وقف الصراع في اليمن، وفشلت في حماية الملايين من أهل الشام من القتل والتشريد والإبادة، فهي لم تكن يوما إلا وكرا للاستخبارات البريطانية والأمريكية لتمرير مخططاتهم وتمزيق الشعب العربي شر ممزق وإبعاده عن الخط المستقيم الذي يهتدي به إلى الخروج من ظلمات الاستعمار والاستبداد إلى نور الإسلام.

 

وحين اندلعت ثورة الشام المباركة سارعت الجامعة إلى وقف عضوية سوريا فيها، ليس من باب تأييد الثورة ولكن من باب التنصل من مسؤولياتها حتى لا يحاسبها أحد على جرائم بشار، مدعية أن سوريا لم يعد لها أي ارتباط بالجامعة. ومن قبل فعلت الجامعة وبالطريقة نفسها حين أوقفت عضوية مصر فيها على إثر قيام رئيس مصر أنور السادات بإبرام معاهدة سلام مع كيان يهود سنة 1978، وبقيت عضوية مصر مجمدة حتى عام 1990 حين بدأ الآخرون من حكام العرب يسيرون على درب الخيانة نفسه الذي سار عليه السادات من قبل.

 

واليوم وبعد أكثر من 12 سنة على ثورة الشام، وبعد أن تآمر عليها من ادعى حمايتها، وبعد أن تم قتل وتشريد أكثر من 5 ملايين من أهل سوريا، وبعد أن اطمأنت أمريكا إلى استقرار النظام في سوريا، فقد ارتأت أن الوقت مناسب لإزالة حالة التجميد لعضوية سوريا في المنظمة المشؤومة، فجاءت عملية إعادة تفعيل عضوية سوريا من خلال السعودية. وكانت السعودية قد قدمت لهذه الخطوة بإعادة العلاقات الدبلوماسية من إيران والتي أدت دورها على أكمل وجه بحماية نظام بشار.

 

لم يعد خافيا على أحد أن جامعة الدول العربية هي واحدة من أهم معاول الهدم التي استعملت ولا تزال تستعمل في كسر شوكة هذه الأمة، وإبعادها عن موارد نهضتها، وسبل تقدمها واستعادة كامل سيادتها وسلطانها. ومن أجل ذلك لا بد من التخلص من معاول الهدم وعدم الركون إلى الظالمين أيا كانوا، ﴿وَلَا تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جيلاني

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع