- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التخلي عن الدولار في التعاملات التجارية بين البرازيل والصين
الخبر:
أعلنت الحكومة البرازيلية الأربعاء أنها توصلت إلى اتفاق مع الصين للتخلي عن الدولار واستخدام عملتيهما المحليتين في تعاملاتهما التجارية الثنائية. (يورو نيوز).
التعليق:
إن التعامل بالعملات المحلية سينعش التجارة البينية بين البرازيل والصين وهذا يخرج البرازيل من حالة الركود والضائقة الاقتصادية التي تمر بها، وهكذا ينجح مسار الدولة الرسمي في البرازيل الموالي للإدارة الأمريكية الرسمية ويساعدها في مساعي القضاء على نفوذ ترامب المتمثل بجماعة الرئيس السابق بولسونارو.
كذلك نجاح تجربة "لولا" في الحكم يعطيه نفوذاً أكبر في القارة اللاتينية لحل ملفات عجزت أمريكا عن حلها بسياسات المواجهة التصادمية كملف فنزويلا - مادورو. إضافة لذلك كل الثروات التي ستزيد في جيوب أصحاب رؤوس المال البرازيلي ستعود بالدولار في البنوك الأمريكية والترفه والعقارات في أمريكا كعادة أثرياء وحيتان البرازيل.
وزيادة على كل ذلك إنها السياسة القديمة التي عمدت لها أمريكا منذ بدايات الألفية الثانية مع حكم حزب العمال "جماعة لولا". وهي أنه كلما زادت وأغرقت السوق البرازيلية بالبضائع الصينية عجز قطاع الصناعة البرازيلي عن المنافسة وبالتالي ضعفت القوة التصنيعية البرازيلية، وهذا أمر تريده أمريكا كي لا يكون للبرازيل أي أمل للخروج من عباءة التبعية لها.
أما بالنسبة للاستثمارات الصينية الهائلة في الحديقة الخلفية لأمريكا فهي بضوء أخضر أمريكي، وما هي إلا فخ وشَرَك نُصب للصين، فهذه الاستثمارات تعتبر أداة للتحكم بالصين لضمان تهديد المصالح الصينية في النفوذ السياسي الأمريكي، فتبقى الصين باستثماراتها ومشاريعها الهائلة والضخمة في البرازيل والقارة اللاتينية تحت رحمة صانع القرار الأمريكي، ومتى أرادت أمريكا أن تضرب مصالح الصين فإنما يكون بإشارة لأحد عملائها في القارة اللاتينية لتجعل من ثروات الصين هباء منثورا، وما كان من سياسات بولسونارو في الصين فترة حكمه إلا عينة من ذلك الفخ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسر أبو خليل – ساوباولو (البرازيل)