- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يُرجى الدواء من صاحب الداء!
الخبر:
دبي-الشرق/ اختتم مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه أعماله، مساء الأحد، موصياً بتفعيل التنسيق والتعاون المشترك مع دول الجوار المتشاطئة مع العراق لتخفيف أزمة الجفاف التي يعانيها، في ظل دعوات بتدويل الأزمة.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر الدول المتشاطئة في حوضي نهري دجلة والفرات للانضمام إلى اتفاق هلسنكي للمياه الموقع عام 1992 واتفاق الأمم المتحدة الموقع عام 1997، بهدف الحفاظ على المياه العابرة للحدود من التلوث بغية ضمان استدامة التنوع البيولوجي في مناطق الأهوار وبيئة شط العرب والأراضي الرطبة بصورة عامة.
وطالب المؤتمر بـ"دعم العراق في مجال استدامة الموارد المائية العابرة للحدود"، فيما حض الدول المتشاطئة لإبرام اتفاقات ثنائية معه حول تحديد حصة منصفة ومعقولة من تلك الموارد وتفعيل الاتفاقات المبرمة.
التعليق:
لقد من الله تعالى على البشرية بنعمة الماء العذب، وحث على شكر هذه النعمة، قال تعالى: ﴿أفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾، ومن شكر النعمة الحفاظ عليها واستخدامها وفق أوامر الله ونواهيه، لذلك نجد نصوص الشريعة المتوافرة تحث على الحفاظ على البيئة بهوائها ومائها وتربتها، فتنهى عن الإسراف في الماء، وقطع الأشجار، وتهب الأرض الموات لمن يحييها.
ولكن عندما غاب شرع الله وطغت الرأسمالية في الأرض بمقياسها النفعية، فسدت البيئة وظهرت مشاكل كبيرة في تلوث الهواء والمياه والتربة، فتلوثت المياه بسبب النفايات المطروحة فيها، وتلوث الهواء بكثرة الانبعاثات الغازية، وجُرفت الغابات لمنافع أنانية.
فهذه المشاكل لا تحلها ندوات ولا مؤتمرات، طالما أصل المشكلة غائب عن أذهان المجتمعين، وكل محاولات الترقيع مصيرها الفشل فضلا عن تراكم المشكلة.
أيها المسلمون في العراق: اليس من الحماقة أن يطلب السوداني تدخلا دوليا وهم أس الداء وسبب البلاء؟! أليست هذه هي أحد منجزات سايكس بيكو، بعد أن مزقوا دولة الإسلام وروجوا للوطنية والقومية، فجعلوها دولا متناحرة، تستغل بعضها منابع المياه وتفاوض مع الآخرين بشروط، في الوقت الذي كانت هذه الدول دولة واحدة متماسكة تسيطر على الأنهار من منبعها حتى مصبها؟! إضافة إلى فقدان هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها أبسط أنواع الرعاية، ولأي خطة استراتيجية لإدارة المياه، فهم في الوقت الذي يستجدون الدول لحل مشكلتهم، يتم حجز المياه في مئات البحيرات لتربية الأسماك، غير القانونية، تعود لمسؤولين متنفذين بالدولة، تحصل على المياه بالتجاوز على القنوات الإروائية، في كركوك وديالى والبصرة وغيرها من مدن العراق، حسب ما نشره "مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية".
أيها المسلمون في العراق: لقد أقسمت هذه الحثالة على أكل الأخضر واليابس من خيرات هذا البلد، وتركه جثة هامدة مثقلة بالديون، وهم يصرحون كل يوم بحصول أزمة اقتصادية، وعجزهم عن تأمين رواتب الموظفين، بالرغم من الأرقام الكبيرة للموازنة السنوية، هذا ما تبديه أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر!
لذلك لا تنتظروا حل مشاكلكم ممن هو سببها وبادروا إلى حلها بأنفسكم، بالعودة إلى منهاج ربكم، والعمل على هدم هذا النظام الذي فرضه عليكم عدوكم، وإقامة نظام الإسلام، الذي يوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة عزيزة، ترعى الأمة بشرع ربها، الذي بين بالتفصيل ما للدولة وما عليها، وما للرعية وما عليها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الطائي