- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عودة النظام السوري والتطبيع معه مطلب أمريكي
الخبر:
أفاد متحدث باسم جامعة الدول العربية، الأحد، بأن اجتماع وزراء الخارجية العرب قرر عودة سوريا لشغل مقعدها الدائم في المنظمة بعد سنوات من استبعادها جراء الحرب الدامية في البلد الممزق، بحسب رويترز.
التعليق:
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الأحد 7 أيار/مايو 2023، بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في القمة العربية المقررة في السعودية خلال شهر أيار/مايو 2023، "إذا ما رغب".
وورد في الأخبار "وخلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن عودة سوريا، كان لافتاً أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي ترأس الاجتماع بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، أكد في كلمة بدت قوية أن عودة سوريا تأتي في سياسة خطوة مقابل خطوة، ملمحاً إلى أن شروط عودة سوريا للجامعة العربية تشمل تسوية سياسية داخلية، وهي مسألة من مسؤوليات النظام والمكونات السورية، في إشارة للمعارضة".
منذ بداية الثورة السورية كانت استراتيجية أمريكا قائمة على تحقيق هدفين كخطة أمريكية واضحة بعيدا عن سياسة المرحلة وتعدد الأوراق والأدوات، وهما: عدم سقوط النظام كنظام وليس شخص بشار، والثاني عدم نجاح الثورة وحصرها بحدود سوريا فقط وضرب جدار حديدي لعدم خروجها أو مساعدتها، حيث منعت أمريكا سقوط النظام بحكم عمالته لها ودوره القذر في المنطقة، حيث كان على وشك السقوط لولا التدخل الروسي والإيراني والتركي والمليشيات أمريكياً. فقد اتفقت أمريكا مع روسيا على إنقاذ النظام بشهادة وزارة الدفاع الأمريكية، فمثلا: قال أندرو إكسوم مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في محاضرة مسجلة أمام الكونغرس: "في عام 2015 شعرنا بالقلق من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فاتصلنا ونسقنا مع الروس للتدخل في سوريا لحماية النظام لأن سقوطه يشكل خطراً على أمن (إسرائيل)".
لذا قامت أمريكا بالحفاظ على النظام السوري بشكل منقطع النظير وتركت دور احتواء المعارضة بالمال السياسي القذر والمفاوضات وشراء الذمم والتبعية لدول الجوار بشكل يجعل هذه المعارضة تتقبل الحل السياسي من خلال إجراء عملية تجميلية بتغييرات شكلية دون المساس بالنظام، وقد نجحت في هذا المسعى بشكل كبير، وأدت كل أدوات أمريكا الدور المرسوم لها بشكل قذر حتى بات النظام السوري مستقرا نوعا ما واختفت المخاطر الوجودية له من خلال سياسة أمريكية طويلة الأمد منذ بداية الثورة.
وسارت أمريكا بالحل السياسي منذ فترة طويلة، وجزء من هذا الحل هو إعادة سوريا للجامعة العربية واستعادة دورها ومكانتها ثم الحديث عن إعادة اللاجئين وإشراك المعارضة بالحكم.
هذه سياسة أمريكا باختصار تجاه سوريا والحل السياسي وما حديث الإعلام عن رفض أمريكي لإعادة سوريا إلى الجامعة إلا كذبة مفضوحة لا قيمة لها. وكيف يكون هذا مرفوضاً أمريكيا وقد تولت إعادتها أدوات وعملاء أمريكا؟!
إن غياب الوعي السياسي لدى الأمة طامة كبرى وغيابه عن دعم بعض الحركات والفصائل لهم جريمة كبرى جعلت منهم أداة بيد أمريكا ضد أمتهم وإلا كيف يثق هؤلاء بدول الجوار وقد بان للجميع عمالتهم وخضوعهم لأمريكا؟
وأخيرا، بالرغم من واقع الأمة الأليم إلا أنها أمة عظيمة لن تبقى هكذا فهي موعودة بالنصر والتمكين ودحر الكفر وعملائه، ولن تبقى الأمور على ما هي عليه، فالأمة على موعد مع النصر بإذن الله، ولن يكون النصر إلا على يد فئة أخلصت لله وأدركت بوعي كبير مشاريع الكفر وعملائه وأدواته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان