- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تفشي الفاحشة من ثمار الحضارة الغربية
الخبر:
ذكر تحقيق جديد حدوث أكثر من 35000 حادثة سوء سلوك جنسي أو عنف جنسي - تتراوح ما بين الملاحظات المهينة والاغتصاب - في مقار هيئة التأمين الصحي الوطنية في إنجلترا بين عامي 2017 و2022. (بي بي سي عربي)
التعليق:
هذه هي بريطانيا التي تعتبر ملهمة لباقي الشعوب الأوروبية! وهذه هي ثمار حضارة الغرب، فقد حولت عقيدة فصل الدين عن الدولة المجتمعات في الغرب إلى مجتمعات الفاحشة والرذيلة والسعار الجنسي بامتياز.
فهذا التحقيق الذي استمر مدة خمس سنوات بين عامي 2017-2022 قد أجري في منشآت التأمين الصحي البريطاني، أي داخل منشآت مليئة بالكاميرات والمراقبة المستمرة، ومليئة بالعمال والموظفين، وفيها حراس أمن. في هذه المنشآت حدثت 35 ألف حالة اعتداء جنسي بأشكاله المختلفة من التحرش إلى الاغتصاب، اعتداءات سواء من العمال على المرضى أو بالعكس.
والآن تخيل ما الذي يحدث في المجتمع نفسه في الشركات أو المكاتب أو المصانع والمنشآت الخاصة حيث لا توجد مراقبة ولا كاميرات ولا حسيب ولا رقيب! لا شك أن هذا العدد سيتضاعف عشرات المرات دون أدنى شك. ولا يبالغ المرء حين يقول إن الشعوب الغربية تعيش في مستنقع من الجنس والفحش والرذيلة لا يمكن وصف مدى القذارة فيه.
هذا ناهيك عن حملة الشذوذ الممولة بصورة لا تعقل والمدعومة إعلاميا وسياسيا لدرجة أن بعض الشركات تتبرع لمن يريد تحويل جنسه بتكاليف العملية كاملة!
الغريب في الأمر أن هذه الدول وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا التي تفتقد إلى أي نوع من الفضيلة والأخلاق تتبجح وتتباهى بحضارتها، وتنتقد بلاد العالم عامة والمسلمين خاصة وتصمها بالمجتمعات المتخلفة أخلاقيا وفكريا وحضاريا، وتحاول نقل رذائلها وفسقها لبلادنا باسم حماية الحريات وحقوق المرأة وحماية الطفل والجندرة ومحاربة الجهل والتخلف...إلخ من مسميات الخداع والتضليل.
والمصيبة أن حكام المسلمين هم أدوات المستعمرين، فهم يفتحون الأبواب على مصاريعها لكل قاذورات الغرب الفكرية سواء في المناهج المدرسية أو الجامعية أو الثقافية وحتى الدساتير التي هي أصلا من تصميم الغربيين المستعمرين، حتى هذه الدساتير لم تسلم من التغييرات الدورية لتتناسب مع السياسات المتجددة لترويج الرذيلة والفاحشة والشذوذ ليتم فرضها علينا نحن المسلمين عبر القانون بصورة منظمة وممنهجة.
وصدق من قال: "إن الاستعمار كالشيطان قد يئس أن يعبد في بلادنا ولكنه رضي بأن يتبع في كل شيء عدا ذلك"! ولذا فإن اتباع المستعمرين وحكامنا الذين يعملون لصالحهم معناه الانصياع لحضارة الفاحشة والرذيلة وهو اتباع للشيطان وخطواته وهو عين الفساد والإفساد لمجتمعاتنا. فالواقع يشهد بمدى فساد المجتمعات في الغرب، والتقارير والتحقيقات والأرقام تشير إلى أن حضارته لا تهدي إلا لدمار وفساد وانحلال المجتمعات، قال تعالى في سورة النور: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾.
ولا يكفي عدم اتباع خطوات الشيطان، بل لا بد أيضا من اتباع الدين القيم، لا بد من اتباع نهج نبي الله ﷺ لتسلم شعوبنا المسلمة من حملات الغرب الفكرية والثقافية وحتى المادية. فلا يمكن حماية مجتمعاتنا دون أن يكون لنا دولة وقيادة سياسية واحدة تمنع أعداء الأمة من العبث بديننا ومجتمعاتنا. لا بد أن يكون لنا نحن المسلمين دستور واحد مبني على العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أحكام، وبذلك تكون الوقاية المادية والفكرية من شرور شياطين الغرب المستعمرين.
قال تعالى في سورة الروم: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح