- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عذر أقبح من ذنب!
لا شيء يبرر التطبيع مع مدنسي المقدسات وقاتلي الأطفال
الخبر:
استقبل المغرب في 29 أيار/مايو، وزيرة النقل في كيان يهود وأعلن أنها وقعت 3 اتفاقيات تعاون مع نظيرها المغربي، واستقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يوم الأربعاء 7 حزيران/يونيو تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي لكيان يهود، وذكرت معظم المواقع الإخبارية أن موضوع النقاش كان بالأساس أمنيا عسكريا واستخباراتيا، وفي 8 حزيران/يونيو، استقبل رشيد الطلبي العلمي وبعده وزير الخارجية المغربي عمير أوهانا رئيس الكنيست.
التعليق:
يحاول المغرب تبرير هذا الاندفاع والهرولة نحو التطبيع بكون كيان يهود يستعد للاعتراف بمغربية الصحراء، حيث نقلت بعض وسائل الإعلام أن عمير أوهانا، وهو يهودي من أصول مغربية، قال في معرض كلمة شكر لحفاوة الاستقبال "الصحراء مغربية"، وذكر أن هناك نقاشا جادا داخل الكيان بوجوب الاعتراف بمغربية الصحراء. وتروج وسائل الإعلام أنه إذا تم هذا الاعتراف فسيتم رفع كل القيود على العلاقات الثنائية، فيتم رفع مستوى التمثيل من مكتب اتصال إلى سفارة، وينطلق التنسيق في كل المجالات الأمنية والعسكرية والتقنية والعلمية والسياحية...
عجيب أمر هؤلاء، وما يفعلونه هو عينه ما ينطبق عليه المثل: عذر أقبح من ذنب! يفرحون لاستعداد كيان محتل بالاعتراف بمغربية الصحراء، كيان قائم أساساً على الظلم والنهب والسرقة، كيان يحتل ثالث مقدسات المسلمين، ويقتل أهلنا وإخواننا كل يوم، ويعتبرون هذا الاعتراف، إن حصل، نصراً يبيح لهم التطبيع معه! أي شرعية إضافية يمنحها لك اعتراف مجرم بحقك؟! ما قيمة أن يعترف بك سارق لا يملك أي شرعية وجود أصلا؟ إن أبجديات القضاء تقضي أن شهادة المجرم مجروحة، ومردودة ولا قيمة لها، فإن كانت كذلك، فهي وعدمها سواء، فكيف يكون ثمنها الاعتراف بأحقية كيان يهود في الوجود؟!
إن اعتراف المغرب بكيان يهود أكبر أثراً وأقوى مفعولاً بكثير من اعتراف كيان يهود بمغربية الصحراء، لأن العالم يعلم أن هذا الكيان هو كيان غاصب، ولأن لأهل المغرب بوصفهم مسلمين حقاً في فلسطين، بخلاف المغرب فشرعية وجوده ليست موضع نقاش، أضف إلى ذلك أن يهود ليس لهم حق في الصحراء، لذلك فاعترافهم بمغربية الصحراء لا يعتبر تنازلا من طرفهم، بخلاف اعتراف المغرب بهم، فهو تنازل وأي تنازل! ومع ذلك فقد اعترف المغرب ابتداءً بكيان يهود وانطلق قطار التطبيع، بالمقابل ها هو لا يزال يستجدي بعد مضي 30 شهراً اعتراف يهود، وهم يماطلون ولا نشك أنهم يبتزون المغرب ويريدون الحصول على المزيد، فشهيتهم لا تنقطع، ومطامعهم لا حد لها!
إن المغرب في غنى عن اعتراف أيّ كان بحدوده، فالتاريخ والجغرافيا ووحدة الدين واللسان والدم كلها تؤكد أن بلاد المسلمين واحدة، ولا يقدم شيئاً في قضيته أكان هذا المعترف دولة عظمى أم دولة صغيرة، فكيف إذا كان هذا الاعتراف من كيان مسخ لا شرعية له أصلاً؟! وأفضل ألف مرة أن يبقى هذا الاعتراف الدولي معلقاً ألف عام، على أن يكون ثمنه الاعتراف بحق كيان يهود في اغتصاب فلسطين.
فما لكم كيف تحكمون؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن عبد الله