الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أردوغان "الإسلامي" خسر في الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان الديمقراطي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أردوغان "الإسلامي" خسر في الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان الديمقراطي

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أظهر أهل تركيا في انتخابات 28 أيار/مايو الإرادة والتصميم لدعم المسار من أجل مزيد من التنمية في البلاد. صرّح بذلك أردوغان، مخاطباً الذين تجمعوا مساء الاثنين في المجمع الرئاسي في أنقرة، حسبما ذكر موقع وكالة أنباء الأناضول.

 

وشكر أردوغان جميع الناخبين على مشاركتهم الفعّالة في عملية التصويت بغضّ النظر عن الخيار السياسي. وقال "لسنا الوحيدين الذين انتصروا، فازت تركيا، وفازت الديمقراطية"!

 

وأشار إلى ذلك منذ عهد رئيس الوزراء السابق عدنان مندريس في الخمسينات. على طريق التنمية في تركيا، ظهرت مشاكل بشكل دوري لإضعاف البلاد.

 

"اليوم نعلن عن بدء عملية تسمح لنا بتحقيق الأهداف التي أعلنها الرئيس السابق تورغوت أوزال ورئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان".

 

وأكدّ أنّه في ضوء استكمال العملية الانتخابية في تركيا، تعتزم السلطات تركيز كل وقتها وطاقتها على المساهمة في تنمية البلاد. وقال: "أنا متأكد من أننا سنطبق أيضاً مفهوم الذكرى المئوية لتركيا بدعم الشعب".

 

كما لفت الانتباه إلى الوضع في سوريا المجاورة. وقال إن ما يصل إلى 600 ألف لاجئ عادوا طواعية من تركيا إلى المناطق الأمنية على الأراضي السورية حتى الآن. ونقلت الوكالة عنه قوله "بفضل المشروع التركي القطري المشترك لبناء منازل على الأراضي السورية، نخطط لإعادة مليون لاجئ آخرين إلى سوريا".

 

التعليق:

 

على الرّغم من تقدُم ضئيل على مرشّح المعارضة وجولة ثانية من الانتخابات، فإنّ هزيمة أردوغان كانت غير مرجّحة. كانت المؤامرة الوحيدة هي كيف سيتمكن من الفوز في الانتخابات مرةً أخرى والاحتفاظ بسلطته، وتولي الرئاسة للمرّة الثالثة. بعد كل شيء، وصل إلى المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية مع انخفاض كبير في تقييمه على خلفية الأزمة الاقتصادية العميقة والعواقب المأساوية لزلزال شباط/فبراير المدمر في تركيا.

 

فقط صالح أمريكا يساعد أردوغان، الذي أطلقت عليه الصحافة الأوروبية "غير قابل للغرق" و"غير قابل للتدمير"، ليبقى واقفاً على قدميه. منذ منتصف القرن الماضي، عملت أمريكا بجد لتثقيف وتقوية رجالها في تركيا. منذ الانتصار الانتخابي للحزب الديمقراطي عام 1950، حاولت أمريكا عدة مرّات جلب رجالها إلى السلطة في تركيا. ومع ذلك، نتيجة لعدة انقلابات عسكرية، اختلطوا، وأُعدم بعضهم، واضّطرت إلى إعادة بناء كل شيء. هذا ما قصده أردوغان عندما قال ذلك "منذ عهد رئيس الوزراء السابق عدنان مندريس في الخمسينات. تشكلت بشكل دوري مشاكل على مسار التنمية في تركيا".

 

أدركت أمريكا أن بإمكانها تقوية نفوذها بتأييد رجالها الناخبين من المسلمين، الذين لا يزال حبّ الإسلام حياً في قلوبهم. منذ سبعينات القرن الماضي، قامت أمريكا بتنشيط السياسيين والجماعات التي استخدمت الخطاب والشعارات الإسلامية لأغراض شعبوية. بدأ السياسيون المؤيدون لأمريكا يختبئون وراء الإسلام، على عكس الموالين لبريطانيا، الذين دافعوا علانيةً عن العلمانية وكانوا على عداوة مع الإسلام.

 

في تركيا، على عكس البلدان الإسلامية الأخرى، التي تمّ إعلان بعضها جمهوريات إسلامية، استخدمت أمريكا ما يسمى الإسلام السياسي - مؤسّسه نجم الدين أربكان، ذكره أردوغان. وبالتطفل على الإسلام واستخدامه كنقطة انطلاق، بحلول نهاية التسعينيات من القرن الماضي، تمكّن رجال أمريكا في النهاية من إحكام قبضتهم على السلطة. ومع وصول حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان إلى السلطة، انتقلت تركيا أخيراً إلى فلك النفوذ الأمريكي، وأصبحت إحدى الأدوات الرئيسية لتنفيذ وحماية مصالحها، سواء في مناطق الشرق الأوسط أو في أفريقيا، وفي القوقاز وآسيا الوسطى.

 

يريد أردوغان إنهاء أي مقاومة داخلية، ويدعو إلى الالتفاف حول شعار "الذكرى المئوية لتركيا" الذي اخترعه، دون أن ينسى الإشادة بالديمقراطية. وقال في حديث لمؤيديه في إسطنبول: "أودّ أن أعبر عن امتنان دولتي لمنحنا عطلة ديمقراطية". ونقلت دويتشه فيله قوله "أود أن أشكر جميع ممثلي أمتنا، دون استثناء، الذين عهدوا إلينا مرةً أخرى بمسؤولية إدارة البلاد على مدى السنوات الخمس المقبلة، على الاختيار الذي قاموا به".

 

إنه يتحدث بهذا النفس طوال الوقت، كما هو الحال بعد فوزه الأول في الانتخابات الرئاسية عام 2014، عندما قال: "أشكر الأمة لتعييني الرئيس الثاني عشر لجمهورية تركيا. لن أكون رئيساً لمن صوتوا لي فحسب، بل سأكون رئيساً لـ77 مليوناً. اليوم انتصرت إرادة الشعب مرة أخرى، واليوم انتصرت الديمقراطية مرةً أخرى. أولئك الذين لم يصوتوا لي حققوا نفس مؤيديّ. أولئك الذين لا يحبونني فازوا بنفس الانتصار مثل الذين يحبونني".

 

كلمات أردوغان "انتصرت تركيا، وانتصرت الديمقراطية" ليست شيئا جديدا، فقد أكد مراراً التزامه بالديمقراطية. مثلا، أثناء رده لاتهامات السياسيين الأوروبيين والمعارضة الداخلية للاستبداد والديكتاتورية، بعد حملة قمع محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة عام 2016، وصف نفسه بأنه "ديمقراطي محافظ".

 

وللحفاظ على السلطة بين يديه، يضطر أردوغان لإثبات أنه ليس أقل قومية من خصومه. والآن نرى كيف دعا المرشّح من تحالف الأجداد القومي المتطرف، سنان أوغان، الذي حصل على 5٪ من الأصوات في الجولة الأولى، أنصاره للتصويت لأردوغان، والذي نال لقب "صانع الملوك" في وسائل الإعلام. منذ ذلك الحين، وبفضل أصوات ناخبيه، كان أردوغان بالكاد قادراً على انتزاع النصر من أيدي منافسه كمال كليجدار أوغلو، الذي وعد بطرد اللاجئين السوريين إذا فاز، والتسامح عن القروض وبث مباريات الدوري الوطني لكرة القدم مجاناً.

 

وفقاً لديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي الإخباري الإنجليزي: "حملة كليجدار تخشى ليس مجرد كلام. يبدو أن إلقاء اللوم على الضحايا في الكارثة التي ولّدتهم هو سمة من سمات المنطق القومي". لكن أردوغان لم يخجل حتى خصمه، بل، كما يقولون، لعب في ميدانه، مستغلاً حملة الخوف ذاتها التي أشعلها الكماليون. بعبارات أكثر اعتدالاً، يعد أيضاً بحل مشكلة لاجئي سوريا، على الرّغم من حقيقة أنه، في تحقيقه لأمر أمريكا بقمع الثورة ضدّ عميلها بشار الأسد، هو أحد الجناة الرئيسيين في معاناة المسلمين في سوريا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مصطفى أمين

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع