الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الذكاء الصناعي خيره وشره

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الذكاء الصناعي خيره وشره

 

 

الخبر:

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العلماء والخبراء دعوا للتحرك، وأعلنوا أن الذكاء الاصطناعي تهديد وجودي للبشرية، لا يقل عن الحرب النووية، مؤكدا "يجب أن نأخذ تلك التحذيرات بجدية بالغة. (الجزيرة)

 

التعليق:

 

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَواتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ».

 

هذا هو حالنا منذ أن تحكمت الرأسمالية بالبلاد والعباد وصار الناس رهائن المصالح ومحكومين للأهواء والشهوات، وصارت المطامع الشخصية هي المحرك والمتنفذ في حياة الناس، وأصبحت وجهة النظر عن الحياة رهينة للمكاسب الشخصية، ولذلك فلا غرابة أن يصبح الهدف من إنتاج كثير من الأدوات العصرية هو زيادة الربح بغض النظر عما يمكن أن ينتج عنها من أضرار على البشرية وعلى الكرة الأرضية بل ربما على الكون.

 

فإنتاج المخدرات وتوزيعها مثال صارخ على الجشع لما تسببه من ضرر مباشر وخطير على المجتمعات البشرية في كافة أصقاع الأرض.

 

ولا شك أن هناك عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المنتجات والمواد الضارة بالجسد وبالنفس والمجتمع والبيئة والتي تعتبر في نظر الرأسمالية موارد اقتصادية ومرابح وذات قيمة نفعية.

 

على أن هناك كثيراً من المواد والمنتجات التي يمكن استخدامها في الخير وفي الشر على حد سواء، مثلها مثل السكين التي يمكن استخدامها في تقطيع الخضار أو القتل. ومثل الإنترنت الذي يمكن الاستفادة منه في التعليم والتواصل بالخير أو نشر الشر والرذيلة والأخبار الكاذبة وغيرها من منابع الشر.

 

وهذا ينطبق أيضا على الذكاء الصناعي الذي يمكن أن يخدم البشرية أو يدمرها كما هو الحال بالطاقة النووية التي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء وتسيير المصانع والمحركات الجبارة، أو استخدامها في الحرب قنابل تبيد الأخضر واليابس وتفسد الحرث والنسل كما فعلت أمريكا في هيروشيما ونجازاكي.

 

فالشر ليس في المادة أو المنتج وإنما في استخدامه وفي الضوابط التي تخضع في الدرجة الأولى إلى وجهة النظر عن الحياة ومعنى السعادة والمقاييس والقناعات وما يترتب على ذلك من مخافة الله واحترام النفس البشرية التزاما بأمر الله وضمان أمنها واستقرار البشرية أو الاستهتار بكل ذلك مقابل دراهم يتكسبها الرأسمالي ولن يأخذها معه إلى قبره ولن تشفع له في آخرته.

 

إن الحل الجذري لكل هذه المخاوف هو نبذ الرأسمالية بكل أشكالها والتوجه إلى الحق المبين بتطبيق شرع رب العالمين، ولن يكون بعدها باعث قلق عندما يكون الوازع هو العقيدة والرادع هو مخافة الله والباعث هو حب الخير للذات وللغير. عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله ﷺ أن النبي ﷺ قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، رواه البخاري ومسلم.

 

فالمقياس هو نفع الناس كما روى ابن عباس: سُئِلَ رسولُ اللهِ ﷺ: مَن خيرُ النَّاسِ؟ قال: «أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ».

 

إلى هذا ندعوكم للنجاة في الدنيا والآخرة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

 

آخر تعديل علىالسبت, 17 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع