الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الاتحاد الأفريقي في 60 عاماً من تعزيز الاستعمار الجديد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاتحاد الأفريقي في 60 عاماً من تعزيز الاستعمار الجديد

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تمّ تشكيل الاتحاد الأفريقي المعروف سابقاً باسم منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا، إثيوبيا في 25 أيار/مايو 1963، عندما حصلت 32 دولة أي حوالي 60٪ من دول القارة على علمها. تهدف المؤسسة القارية إلى خلق ما وصفوه باستقلال أفريقيا "الكامل" عن الإمبريالية والاستعمار والفصل العنصري. لذلك بحلول 25 أيار/مايو 2023 تحتفل المنظمة بالذكرى الستين لتأسيسها.

 

التعليق:

 

على النحو المبين في ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية، كانت الأهداف الرئيسية لها هي تعزيز وحدة وتضامن الدول الأفريقية، لتحقيق حياة أفضل لشعوب أفريقيا، وحماية سيادة الدول الأعضاء، وتخليص القارة من الاستعمار، ومواءمة سياسات الأعضاء السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والعلمية والتقنية والدفاعية.

 

بعد ستين عاماً، لم يتمّ تحقيق أي من الأهداف المذكورة أعلاه! فقد دخلت أفريقيا في حروب ونزاعات مسلحة لا نهاية لها منذ عام 1963، ووقعت أكثر من 35 حرباً وأكثر من 100 صراع مسلح في أفريقيا ما بعد الاستعمار، وكثير منها بين الدول الأفريقية نفسها، على سبيل المثال في عام 2019، 27 دولة على مستوى القارة تم تسجيل نزاعات بينها، وفي عام 2020، تم تسجيل 30 صراعاً، وفي عام 2021، تم تسجيل 25 صراعاً على مستوى الدول. وهذا يعني أن الاتحاد الأفريقي فشل في تحقيق الوحدة والتضامن والسلام في أفريقيا.

 

على الرّغم من حقيقة أن أفريقيا لديها إمكانات وثروات هائلة في العالم مع 30٪ من معادن العالم بما في ذلك 40٪ من الذهب، و90٪ من الكروم والبلاتين، وأكبر احتياطيات من الكوبالت والماس والبلاتين واليورانيوم وغيرها، ناهيك عن 65٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ومع ذلك، فإن أفريقيا هي أقلّ قارات العالم نمواً حيث تنتمي إليها 34 من أصل 49 دولة فقيرة في العالم. ويعيش أكثر من 40٪ من سكان القارة تحت فقر مدقع بأقل من دولار واحد في اليوم. لقد فشل الاتحاد الأفريقي في تحقيق حياة أفضل لشعوب أفريقيا.

 

فيما يتعلق بحماية سيادة الدول الأعضاء والتخلص من الاستعمار، نعلم جميعاً أن الاتحاد الأفريقي يمكنه أن يفعل ولكنه لم يفعل أبداً أي شيء لحماية سيادة أعضائه وأن أفريقيا تخضع للاستعمار الجديد. وقد تجلى الاستعمار الجديد من خلال القادة الدمى والانقلابات لصالح أسيادهم، متلازمة التبعية التي يعتمد عليها الأفارقة من خلال السياسات النقدية الاستعمارية والمؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، معقد النقص مع الاختلالات التجارية من خلال المنظمات والسياسات الاستعمارية مثل منظمة التجارة العالمية. والنظام التعليمي الذي تتجلى في ظلّه الأفكار والثقافات الاستعمارية في أفريقيا. وكذلك التبعية العسكرية، فلا توجد أي سيادة أفريقية يحميها الاتحاد الأفريقي، ولا التخلص من الاستعمار؛ لأن المستعمرين أنفسهم قاموا فقط بتغيير أسلوب الاستعمار القديم إلى الاستعمار الجديد باستخدام تقنيات مختلفة.

 

لذلك، بعد ستين عاماً من إنشاء الاتحاد الأفريقي، لم يحقق أياً من أهدافه وأسباب وجوده، بل عمل على نشر الاستعمار ومساعدة المستعمرين في استغلال ثروات أفريقيا. يرسل الاتحاد الأفريقي قوات لحماية الاستثمارات الاستعمارية في دول الحرب مثل الكونغو الديمقراطية مقابل رشوة تحت اسم الأموال لدعم عمليات السلام. كما تعمل كوكيل لنشر أجندة شريرة لحملة (الحرب على الإرهاب) والشذوذ الجنسي التي تضّطر الدول الأفريقية على أساسها لقتل وسجن مواطنيها من أجل تحقيق رشوة غربية باسم أموال مكافحة الإرهاب وتفكك وتدمير قيم النظام الاجتماعي.

 

بما أن الحقيقة الواضحة أن الاتحاد الأفريقي قد تمّ تشكيله كأداة استعمارية، والاتفاق بين المستعمرين على توحيد مستعمراتهم بحيث يكون من الأسهل توجيههم معاً، في هذه الحالة فإنه لن يحقق أبداً أياً من أهدافه.

 

سوف تتحرر أفريقيا حقاً من جميع القيود الاستعمارية بمجرد إقامة دولة الخلافة الراشدة. فقد كانت أفريقيا تتمتع بمكانة مزدهرة كما كانت خلال الحكم الإسلامي، حيث حقق الأفارقة مستوى معيشياً مرتفعاً وألغوا الفقر إلى الحدّ الذي لم يكن يوجد شخص يُعطى فيه الزكاة. فقد روى يحيى بن سعيد الذي كان والياً في ذلك الوقت في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، قال: "بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية فاقتضيتها، وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقيرا، ولم نجد من يأخذها مني، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس، فاشتريت بها رقابا فأعتقتهم وولاؤهم للمسلمين" (ابن عبد الحكم، عبد الله (1994) الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز: خامس الخلفاء الراشدين، دار الفضيلات)

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

آخر تعديل علىالأحد, 18 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع