- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا انحرفت البوصلة أخطأت البنادق الأهداف
الخبر:
مرَّ شهر ونصف ولا زالت هيئة تحرير الشام تعتقل حملة الدعوة المخلصين، تتخطفهم من بيوتهم ومن المساجد والطرقات بشكل همجي مشين، ولا زالت المظاهرات والمسيرات مشتعلة ضدها في العديد من المناطق ليلا ونهارا تطالبها بإخراج المعتقلين وكف الأذى عنهم وعن الثائرين.
التعليق:
انطلقت الثورات في بلاد المسلمين بداية في تونس الأبية ثم انتقلت شرارتها إلى العديد من البلدان ومنها سوريا في آذار 2011م، حيث خرج حينها أهل الشام ينادون بالتحرر من نظام بشار أسد المجرم الذي أذاقهم صنوف الأذى والاعتقال والقهر، وظلت الثورة مشتعلة في كل وقت وحين سائرة في قوة وثبات، فقد كان من الثوار من انشق عن الجيش السوري ورابط مع من حمل السلاح من أهل سوريا لحماية الأهل والممتلكات، وأظهروا حينها بسالة لا مثيل لها، حتى ظننا أن الفرج قريب جدا والهدف متحقق لا محالة.
ولن ندخل في تفاصيل الخيانات المتلاحقة على الثورة خاصة من أمريكا ومن أدخلتهم معها في لعبة الغدر من دول مستقلة كروسيا أو تسير في فلكها كتركيا وإيران وغيرها، حين التفّت على قادة الفصائل العسكرية وبدأت تغريهم بالمال السياسي المسموم القذر، فتحول ولاؤها السياسي إلى تلك الدول وصارت تدافع عن مصالح داعميها، وأصبحت الحاضنة الشعبية للثورة هي هدفها وعدوها، تمارس عليها كل أشكال التضييق الممنهج والاعتقالات السياسية.
وها هو الفصيل العسكري وما يسمى بهيئة تحرير الشام والمسيطر على مناطق عديدة من الشمال السوري المحرر، والذي وقع في شراك الفخ التركي، فانحرف عن ثوابت الثورة، ها هي مخابراته أقدمت وبتوجيه من قيادته المرتبطة وبجرأة دون خوف من الله ولا من عباده، على اقتحام بيوت حملة الدعوة شباب حزب التحرير ومن سار معهم من خصومها، وكان أغلبهم من المدنيين العزّل فكسرت الأبواب وروّعت النساء والأطفال وسرقت المحتويات بشكل همجي مشين لم يُقدم على فعله كفار قريش ضد المسلمين الأوائل، فقد كانت للبيوت والنساء عورات تحترم.
ألم يسمع حديث رسول الله ﷺ في حجة الوداع: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»؟!
وهكذا نرى كيف انحرفت بوصلة الهدف عند ذلك الفصيل، وبدل أن تكون وجهة سلاحه نحو العدو الحقيقي لأهل سوريا، النظام السوري المجرم، صارت وجهته الحزب السياسي الفكري الرائد الذي لم ولن يكذب أهله، والذي بات للعديد ممن حوله وخبره على حقيقته هو رمز الصدق والثبات على المبدأ وعلى ثوابت الثورة.
نقول لهذا لفصيل المنحرف عن البوصلة: اليوم الغرب معكم لهدف يريد تحقيقه، وغدا يلفظكم لفظ النواة، فاستذكروا مقولة: "أكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
أليس الأجدر بهذا الفصيل أن ينقي أعماله من الخيانة والعمالة والارتباط بأعداء الثورة وينقي أمواله من القذارة، فيقطع كل حبل من حبائل الغرب الغادر المهترئة، ويعود للتمسك بحبل الله المتين فهو وحده سبحانه الناصر والمعين؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
#منتهك_الحرمات_عرّاب_المصالحات
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله