الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تُفضل إغراق إيران بالإسراع بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمريكا تُفضل إغراق إيران بالإسراع بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

  • منحت الولايات المتحدة العراق إعفاء من العقوبات، ما سمح له بالإفراج عن 2.76 مليار دولار من الأموال الإيرانية من مدفوعات تصدير الغاز، وفقا ليحيى الإسحاق، رئيس غرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة.
  • من المتوقع أن تلبي هذه الأموال متطلبات البنك المركزي الإيراني وتضمن شراء السّلع الضرورية، ما قد يساعد في استقرار سوق الصرف الأجنبي.

التعليق:

 

هذا الخبر مهم في سياق التحركات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني. جعلت إدارة بايدن من أهداف سياستها الخارجية إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، الذي انسحبت منه إدارة ترامب. تمّ اتخاذ الخطوة الأخيرة لتأديب النظام الإيراني، ولا سيما فيلق القدس بقيادة الحرس الثوري الإيراني، والذي امتدّ ليشمل دولاً عربية مختلفة بعد أن وقعت إدارة أوباما على خطة العمل الشاملة المشتركة. اغتالت أمريكا قائد فيلق القدس قاسم سليماني أثناء مغادرته مطار بغداد الدولي عام 2022، ما أدى إلى إضعاف فيلق القدس بشكل كبير في المنطقة، حيث افتقد قائده الجديد إسماعيل قاآني الكاريزما والتأثير لإبقاء الإيرانيين - المليشيات المدعومة على المسار الإيراني. كان توقيع أمريكا على خطة العمل الشاملة المشتركة في ذلك الوقت متماشياً مع مصالحها للسماح لإيران بالتحرك بحرية في المنطقة، لا سيما لمساعدة النظام السوري الذي كان على وشك الانهيار. كان من الممكن أن يكون هذا بمثابة زلزال سياسي لأمريكا، مع سيطرة أولئك الذين يريدون تطبيق النظام الإسلامي، الأمر الذي كان من شأنه أن يلقي بجميع اعتباراتها الاستراتيجية في دائرة الضوء.

 

نظراً لاعتبارات السياسة الخارجية الجديدة لإدارة بايدن، فإنها تعمل على إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أو حتى تقديم صفقة مؤقتة ترضي الطرفين. هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى جهود أمريكا لبدء المحادثات النووية بعد توقفها في فينّا. أنهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في اليورانيوم المخصّب الذي تمّ العثور عليه في مواقع إيرانية غير معلنة، ولم يصدر مجلس محافظيها مؤخراً قرار لوم ضد إيران على الرغم من تخصيبها المستمر لليورانيوم فوق معدل النقاء 60٪، وإعفاء العراق من ديونه المستحقة لإيران، واحتمال قيام كوريا الجنوبية بالإفراج أيضاً عن الأصول الإيرانية المجمدة، وزيارة رئيس مستشاري الأمن القومي لبايدن بريت ماكغورك إلى عمان لمناقشة الملف النووي الإيراني، وزيارة السلطان العماني إلى طهران (ضم الاجتماع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كاني)، وتبادل الأسرى بين بلجيكا وإيران، وانتهاكات طهران لالتزاماتها في آذار/مارس تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحديث عن تبادل أسرى جديد بين أمريكا وإيران، كلها أدلة واضحة على المسار الأمريكي للدخول في صفقة، سواء أكانت قديمة أو جديدة مع النظام الإيراني. حدثت هذه التحركات في فترة زمنية قصيرة، ما يشير إلى حرص إدارة بايدن على تجاوز الصفقة. لماذا هذا هو الحال؟ هناك اعتبارات عدة تلعب دورها.

 

1- تريد أمريكا تسوية التوترات في الشرق الأوسط حتى تتمكن من التركيز على التحول لمواجهة التهديد الذي تشكله الصين. نتيجة لذلك، شهدنا تسويات ومصالحات غير مسبوقة، حتى إن هناك تحركاً على المسار المصري الإيراني لكسر الجليد بعد عقود من البرودة بين البلدين.

2- تعمل إيران عن كثب في قضايا السياسة الخارجية مع أمريكا، وهذا واضح في أفغانستان والعراق وسوريا. ومن ثم، فليس من مصلحة أمريكا أن ينهار النظام الإيراني، لكنها تتطلع إلى إمداده بالراحة وربما تعديل سلوكه عندما يتعلق الأمر بملفات إقليمية معينة مثل سوريا واليمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن تهديد إيران، زاد من خلط الأوراق الخليجية والصهيونية في أيدي أمريكا، حيث تتطلع كل هذه الجهات الفاعلة إليها للحصول على مظلة وضمانات أمنية، ما يضمن نفوذها وقيادتها في المنطقة.

 

3- الانتخابات الرئاسية الأمريكية مقررة في عام 2024، مع إجراء الانتخابات التمهيدية. يبدو أن إدارة بايدن تريد تسوية الملف النووي الإيراني قبل بدء المنافسة الرئاسية وإلا فإنها ستواجه هجمات من جماعات الضغط الجمهوري والصهيوني التي ستستغل هذا الخيط الفضفاض لتقويض المرشح الديمقراطي. إذا تمكن بايدن من توقيع اتفاق، فسيكون الديمقراطيون قادرين على عرض الوعد الذي قطعوه في السباق الأخير، لتسوية الملف النووي الإيراني باستخدام الدبلوماسية الناعمة.

 

ومع ذلك، فإن الإيرانيين يشكلون حجر عثرة، حيث يحتاج المرشد الأعلى علي خامنئي إلى إبقاء المتشددين الأقوياء راضين. إلا أن خطابه الأخير للسفراء والدبلوماسيين الإيرانيين، عكس المرونة من جانبه، ودعا الآخرين إلى إبداء المرونة في السياسة الخارجية، مع عدم وجود تسوية لا تدل على فشل أو خسارة. يبدو أنه كان يمهد الطريق لتوقيع صفقة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، يجب عليه أن يسير بحذر، لأنه يأمل في تهيئة الظروف لابنه لخلافته، ولا يمكن أن يحدث هذا إلاّ إذا دعمه الحرس الثوري الإيراني القوي والمتشددون.

 

ستستمر أمريكا وإيران في لعب دورهما الخفي على الرغم من كراهيتهم العلنية بعضهم لبعض لسحب الصوف من عيون الناس. لإنهاء هذه الألعاب، وضمان الأمل الحقيقي للمنطقة، هناك حاجة لإقامة الخلافة التي ستطرد التدخل الأمريكي من المنطقة ولا تقبل الصفقات التي تعرّض أمنها للخطر لصالح المصالح والأجندة الاستعمارية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أبو داوود

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع