- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
موظفة ميتة لأكثر من ساعتين! نمط حياة أم حادث عابر؟
الخبر:
إسبانيا.. موظفة تموت وزملاؤها يواصلون العمل بجانب جثتها كأن شيئا لم يحدث؛ حيث بقيت الجثة لساعتين كاملتين دون أن يعبأ بها أحد، حسب ما ورد على شبكة الجزيرة نت في 2023/06/22.
التعليق:
ربما يعاني المسلمون اليوم، وبحالهم المزري حيث الفقر والبطالة والاستضعاف والتشرذم، يثيرون الشفقة على المستوى الدولي، وهم للأسف محط التنكيل وأيتام على موائد اللئام يتداعى عليهم العالم بكلكله وجحافل جيوشه عسكرياً وفكرياً... إلا أن الأمة الإسلامية تثير العجب من صمودها وثباتها، فهي لا تزال رغم شدة الضربات وخبث الماكرين بها ثابتة على دينها متمسكة بعقيدتها، تحن لوحدتها، ومهما يحاول عدوها فرض الفرقة فلا تجد لها مكانا، حيث إنها تفاجئ العدو في كل هزة بأنها تعود تلتحم وتجتمع حول دينها. ويشهد القاصي والداني لهذه الأمة بتماسكها، وبطهارة أبنائها، ورفعة أنسابها، وبأنهم على قلب رجل واحد، يجير أدناهم أعلاهم. ولا تجد عجوزا تموت فينا وحيدة، ولا أرملة من غير معيل، ولا تجد أحدا في شارع أو عمل بحاجة لنجدة إلا تكاتفت الجموع حوله لأننا أمة تعي أن «اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْمَرْءُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
هذه الحال من اجتماع القلوب وحنوها على بعضها ونجدة المسلم للمسلم بل ولغير المسلم، وتكاتف المجتمع وحب الخير للغير، يفتقدها الغربي الكافر، بل إن النزعة الفردية وتقديس المصلحة الشخصية على كل شيء طغت على الإنسانية هناك حتى بات المجتمع مجموعة أفراد يعيشون في المكان نفسه مفرغين من مشاعر وأواصر تربطهم. فأن تموت عاملة في مؤسسة وسط زملائها وتبقى لساعتين دون أن يقترب أحد منها كارثة إنسانية بحق، تنبئ بالانحطاط الذي وصل إليه الغرب الكافر.
هذا التفكك الأسري وفقدان أواصر التعاطف في المجتمع واختفاء القيم الإنسانية وطغيان نزعة اللامبالاة والحيادية تجاه المجريات، يؤكد على حاجة البشرية للإسلام. المسلمون بحاجة للخلافة لتنقذهم من تسلط الدول الرأسمالية عليهم، بحاجة أن ينقذوا أنفسهم بالإسلام الذي يعيد توحيد صفوفهم ولم شملهم وتنظيم قواهم ليعودوا حملة رسالة وحملة هداية كما بعثنا ربنا لنخرج العباد من ظلمات المبادئ ووحشية التشريعات البشرية إلى نور الإسلام ورحمة الوحي.
إن هذه الحادثة تذكرنا بالاتفاقيات الغربية التي يصدرها لنا الغرب تحت شعارات براقة هو يفقدها، وسعيه المحموم لبث فكره وثقافته بين صفوفنا، ليفقدنا الميزة الأخيرة التي لا زالت تميزنا عنه؛ التفوق المجتمعي والرقي الإنساني.
فرؤوس الكفر وقادة الغرب يعلمون أن الإسلام هو الخطر الحقيقي على مصالحهم، وإنما جهودهم لأجل تحويل المجتمعات في البلاد الإسلامية لنسخة عن مجتمعات الغرب؛ السيادة فيها للمصلحة، والفرد فيها وحيد إلا من نفسه وملذاته التي يفني نفسه في تحصيلها، يسوؤهم ترابط المسلمين وتماسكهم. ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال