الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اتسع الخرق على الراقع: بريغوجين يوقع نفسه وبوتين في موقف حرج

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اتسع الخرق على الراقع: بريغوجين يوقع نفسه وبوتين في موقف حرج

 

 

 

الخبر:

 

 الجزيرة نت - أعلن قائد قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته سيطرت اليوم السبت على المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف جنوبي البلاد وهدد بالتوجه للعاصمة موسكو، وذلك في تحرك يستهدف الإطاحة بالقيادة العسكرية.

 

الكرملين:

 

• نقدر بشدة جهود وساطة الرئيس البيلاروسي وسيتم إسقاط القضية الجنائية ضد بريغوجين

• سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجين وسيغادر إلى بيلاروسيا

• لن تتخذ إجراءات قضائية ضد المقاتلين الذين شاركوا في التصعيد العسكري ودخلوا الأراضي الروسية

 

التعليق:

 

من مأمنه يؤتى الحذر، فالرئيس الروسي بوتين ظن أن فاغنر وقائدها يفغيني بريغوجين هما كالخاتم في إصبعه، إلا أن تمرد اليوم قد طاله نفسه، فلم يعد الأمر متعلقا بمجرد خلاف بين بريغوجين ووزير الدفاع الروسي شويغو، بل إن بريغوجين قد تعدى الخط الأحمر، فكان تجرؤه على بوتين واحتلاله لمدينة روستوف دليلا عمليا على مدى خطورة هذه المليشيا العسكرية.

 

لقد تمسك بوتين بشويغو خادمه المطيع في وزارة الدفاع وكان لا بد لبوتين أن يظهر موقفه من رئيس فاغنر لأنه قد تمادى، مع أن بوتين في أمس الحاجة له، وأعتقد أن بوتين يخطئ هنا فرئيس فاغنر قوي ليس فقط داخل روسيا وإنما خارجها أيضا، فهو ذراع روسيا الطويلة والقوية في أفريقيا، وبدونه ستتعرض المصالح الروسية فيها لضرر كبير، فمجموعة فاغنر هي التي يعول عليها بوتين في سياسة المشاركة بين روسيا وأمريكا في أفريقيا، وكل الأعمال القذرة التي تقوم بها روسيا في الخارج تمر عبر هذا السفاح الذي يطلق على نفسه جزار بوتين.

 

الخطأ الذي وقع فيه بوتين هو عدم تنحية وزير الدفاع شويغو عن منصبه منذ بداية الأزمة مع رئيس فاغنر، فلو فعل ذلك منذ البداية لكان طوّق الخلاف واحتوى الشقاق، ولحافظ على التماسك في النظام العسكري والسياسي، أما الآن فقد اتسع الخرق على الراقع، ولذا كان لا بد من تدخل رئيس بيلاروسيا كمخرج ذكي أخير للموقف المحرج الذي أوقع رئيس فاغنر بوتين فيه أمام القيادة العسكرية والسياسية في روسيا، وهذا المخرج سيكون لمحاولة إعادة تهذيب وتشذيب فاغنر من جديد تحت جناح بوتين.

 

ينبغي ملاحظة أنه في الوقت الذي تخدم فاغنر روسيا في أوكرانيا وتحافظ على المكاسب الروسية في الحرب الأوكرانية، فهي أيضا تحقق مصالح روسيا في أفريقيا، وروسيا لم تخرج لأفريقيا بدون ضوء أخضر أمريكي، فهي هناك لطرد النفوذ الفرنسي لصالح النفوذ الأمريكي مقابل مصالح ومنافع مادية تحصل عليها، وإذاً فإن فاغنر تخدم مصالح أمريكا في أفريقيا بشكل غير مباشر، ولذا فإن أمريكا معنية بما يحدث بصورة كبيرة، فمن ناحية تخدم فاغنر روسيا في أوكرانيا وهذا مضر لمصالح أمريكا في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى فإن فاغنر تقتلع النفوذ الفرنسي من أفريقيا لصالح أمريكا بصورة غير مباشرة.

 

لا بد أن الأيام المقبلة ستحمل الكثير عن مدى إمكانية إيجاد وئام بين شويغو وبريغوجين، ولا شك أن نظام بوتين قد تزعزع وتصدع بعد هذه الأحداث، فلن يكون بعد ذلك في مأمن، كما أن ما حدث اليوم ستكون له آثاره الكارثية على روسيا في الحرب في أوكرانيا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع