الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الواجهة القبيحة للسّياسة في الديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الواجهة القبيحة للسّياسة في الديمقراطية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

سجلت الجمعية العامة للمنظمة الوطنية الملايوية المتحدة، التي انتهت في 11 حزيران/يونيو 2023، تاريخاً آخر على المشهد السياسي الديمقراطي في البلاد مع حضور قادة حزب العمل الديمقراطي في هذا الحدث. لطالما كان حزب العمل الديمقراطي هو العدو السياسي الرئيسي للمنظمة الوطنية الملايوية المتحدة ولديه أفكار تتعارض معها تماماً. تحارب المنظمة الوطنية الملايوية المتحدة من أجل امتيازات سباق الملايو بينما يحارب حزب العمل الديمقراطي من أجل المساواة بين جميع الأجناس على الرّغم من أن الذي يهيمن عليه هم الصينيون. كما يُنظر إلى حزب العمل الديمقراطي على أنه يعارض بشدة أي جهد لجعل ماليزيا دولة إسلامية. لطالما رفضت المنظمة الوطنية الملايوية المتحدة أي ارتباط مع حزب العمل الديمقراطي، ولكن بعد الانتخابات العامّة الخامسة عشرة، عندما فشلت جميع الأحزاب في تحقيق أغلبية بسيطة لتشكيل حكومة، تغير كل شيء.

 

التعليق:

 

يحدث تقاسم السلطة بين الأحزاب السياسية ذات الآراء المختلفة في جميع البلدان التي تُمارس السياسة الديمقراطية تقريباً. وعندما يحدث هذا، لا تعود الاختلافات في المبادئ ذات صلة، فالمهم هو اكتساب السلطة والبقاء فيها. هذه براغماتية في الممارسة السياسية الديمقراطية. في الديمقراطية، تتمثل معايير التحقق من حقيقة فكرة أو فعل ما في الفائدة التي تجلبها. يمكن فهم البراغماتية في السياسة الديمقراطية من قول اللورد بالمرسون، رئيس الوزراء البريطاني في القرن التاسع عشر: "ليس لدينا أصدقاء أو أعداء دائمون. تبقى مصالحنا فقط ويجب أن نتبعها". ما كان يقصده يمكن ملاحظته اليوم بسهولة. الأحزاب التي اعتادت أن تكون أعداء، أصبحت الآن أصدقاء ويمكنها الجلوس على طاولة واحدة، وتقاسم السلطة في الحكومة. إنهم يتجاهلون مبادئهم المتضاربة من خلال التسوية من أجل تحقيق المنفعة المشتركة للسلطة. في السياسة البراغماتية للديمقراطية، لا قيمة لجوهر الحقيقة. كل ما هو موجود هو واجهة مسرحية قائمة على الميكافيلية؛ الغاية تبرر الوسيلة. إذا لم تكن هناك حقيقة حقيقية، فلا يوجد عمل سياسي ثابت. تصرفات الأحزاب السياسية اليوم مدفوعة فقط بالسلطة وإدراك المصالح، وأصبحت الحقيقة غير ذات صلة.

 

إن الإيمان الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلاّ بالتفكير العقلاني، بذلك نجد أن وراء الكون والحياة والإنسان، خالقا هو الله سبحانه وتعالى. لقد أنزل الله القرآن على رسوله ﷺ ليرشد الإنسان في جميع مناحي الحياة بما في ذلك السياسة. الإيمان بالله يبيح للإنسان أن يفهم علاقته به في كل لحظة من حياته. بهذا الاعتقاد، فإن الإنسان سوف يتصرف وفقاً لأوامر الله ونواهيه. شريعة الإسلام هي مقياس الحق ومعياره. وبالتالي، من خلال التمسك بالشريعة، ستكون أفكار وأفعال الإنسان متسقة دائماً. في اكتساب السلطة كمثال، رأى الرسول أن علينا أن نتمسك بالطريقة بقوة. هذه هي الدعوة الإسلامية والسياسة التي أظهرها الرسول ﷺ، ولا توجد تقلبات أو تغيرات في كل مكان كما في الديمقراطية.

 

إن سياسة الديمقراطية تقوم على أساس المنفعة والمصلحة، ولا تقف على الحق. ستقف الأحزاب السياسية الديمقراطية، بشكل افتراضي، على البراغماتية والتسوية. تعمل جميع الجماعات السياسية الديمقراطية، حتى تلك التي توصف بأنها "إسلامية" على هذه المبادئ. أولئك الذين يحاولون السير في طريق مختلف سيخسرون كل شيء وسيهانون ويتركون وراءهم. لن يتغير هذا الوضع أبداً ما لم يتم بذل جهد لاقتلاع النظام الديمقراطي من خلال ثورة فكرية وإقامة نظام سياسي إسلامي حقيقي على غبار تدمير السياسة الديمقراطية العلمانية والبراغماتية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع