- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة الصّحة النفسية للشّباب في بريطانيا
(مترجم)
الخبر:
أظهر سجل أن 1.4 مليون طفل وشاب طلبوا مساعدة هيئة الخدمات الصحية الوطنية من أجل مشاكل تتعلق بالصحة العقلية العام الماضي.
وأثار الكشف عن قلق من أن اضطرابات الصّحة العقلية يمكن أن تصبح "الوضع الطبيعي الجديد" بين الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً.
وكان القلق بشأن المال هو السبب الأكثر شيوعاً لإصابة الشباب (58٪) بالأضرار التي تلحق بصحتهم العقلية.
تُظهر بيانات منفصلة جمعتها مؤسسة Young Minds الخيرية أن الأسباب الرئيسية التي تدعو الآباء للاتصال بخط المساعدة الخاص بهم هي أن الطفل يعاني من القلق أو إيذاء النفس أو الغضب أو العدوانية، ومشاكل في المدرسة، بما في ذلك رفضهم الحضور، وإدارة السلوك.
لا يحصل الشباب دائماً على الدعم الذي يحتاجونه من خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، مع رفض العلاج تماماً. (الغارديان)
التعليق:
بريطانيا غير مؤهّلة للتعامل مع أزمات الصّحة العقلية للشباب. وبوصفها مجتمعا ليبراليا علمانيا يتبنى ويروج للمقياس المادي والمتع أكثر من أي شيء آخر لتحقيق السعادة، فلا عجب إذن أن المخاوف الوجودية موجودة فيها بشكل جماعي.
لقد ولى الشعور بالأمان الذي تربى الشباب للاعتماد عليه، وأصبح الاستقرار المالي شيئاً من الماضي الآن بعد أن أصبح النظام الاقتصادي الرأسمالي مفضوحاً على أنه غير قادر بل فاسد حتى النّخاع. لا يمكن للدولة أن ترعى شعبها، والجميع يعرف ذلك.
لقد تمّ الكشف عن أنّ واجهة السلطة الأخلاقية هي كذبة، فمن الواضح أن السياسة الخارجية موجهة نحو خدمة جشع نخبة الأقلية. وكلها تُبرَّر بأعذار واهية ومنافقة.
حتى أمن الأفراد فإنه محل تساؤل كبير اليوم، مع استخدام التنمر العلني لإسكات أي شخص يجرؤ على استخدام عقله للتشكيك في المبدأ المشوه المفروض.
مثل هذا المجتمع الذي يفتقر إلى أساس فكري راسخ لمعتقداته وقيمه، والذي استهزأ بكل دين وروحانية إلى درجة الرفض الصّريح، لا أساس لديه تُبني عليه شخصيات الجيل القادم. لقد تمّ ترك الشباب لمستقبل بائس، على الرّغم من أنّ هذا المستقبل هو الآن.
الإسلام لا يؤيد مثل هذه الأهداف المادية للحياة، فهو لا يضع الكبار في مواجهة الشباب في معركة تتدهور فيها الأخلاق باستمرار. إن الإسلام لا يترك الناس للشكوك وانعدام الأمان في التفكير المادي، بل يبني الإسلام شخصيات الشّباب على أساس متين وهو العقيدة الإسلامية.
يبين الإسلام دور الجنس البشري، وأدوار الرجال والنساء، ورسالة الشباب، ومعنى المسؤولية الشخصية والجماعية، والموقف الصحيح تجاه الأمور الخارجة عن سيطرتنا.
بغير مثل هذا التفكير الواضح، تحل بالمجتمعات الغربية أزمات صحية عقلية أعمق من أي وقت مضى، والتي أصبحت الدّولة عاجزة، وغير مستعدة الآن، لتحمل مسؤوليتها، ناهيك عن إصلاحها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا