الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النظام الاقتصادي الذي يجعل الإنسان حيواناً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النظام الاقتصادي الذي يجعل الإنسان حيواناً

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

بعد فوزه في الانتخابات، سلّم أردوغان إدارة الاقتصاد إلى محمد شيمشك، الذي عينه وزيراً للخزانة والمالية، وإدارة البنك المركزي إلى حفيظ غاي إركان.

 

صرّح محمد شيمشك في المراسيم التي أصدرها بعد تعيينه، بأنهم يعملون على برنامج اقتصادي جديد متوسط المدى، يضمن الانضباط المالي، والنمو المستدام، ومحاربة التضخم، وضمان استقرار الأسعار، وتقليل عجز الحساب الجاري، والتوظيف، ورأس المال الأجنبي وتدفق الأموال من بين الأهداف ذات الأولوية.

 

التعليق:

 

نفهم من هذه التصريحات، أنه سيتم التخلي عن السياسات الاقتصادية غير التقليدية في السابق، وسيتم إرجاع السياسات الاقتصادية التقليدية المطبقة حالياً في أمريكا وأوروبا.

 

بمعنى آخر، يهدف شيمشك إلى ضمان تدفق الأموال في السوق إلى الربا عن طريق رفع أسعاره وتنفيذ سياسة نقدية متشددة.

 

من خلال جعل عائد الربا جذاباً وتوجيه الأموال في السوق إلى الربا، من المخطط زيادة الطلب على الليرة التركية، وتقليل الطلب على العملات الأجنبية، وزيادة احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي من خلال تراكم العملات الأجنبية.

 

ومن ناحية أخرى، فإن تدفق رأس المال الأجنبي والأموال الأجنبية يجعل الأجنبي يربح والمحلي يخسر.

 

إن العمل من أجل رأس مال أجنبي يعني خدمة الاستعمار.

 

وعندما نضيف أهدافاً أخرى، يُلاحظ أن اقتصاد السوق الحر، وهو نموذج الاقتصاد الرأسمالي، سيتم تطبيقه بلا رحمة بكل قواعده.

 

في هذه الحالة، ما ينتظر البلاد هو أن الأموال ستُسلب من الفقراء وتُعطى للأغنياء، وحياة على حافة الجوع والفقر وظلم كبير في توزيع الدخل.

 

في الواقع، لا يوجد فرق واضح بين النماذج الاقتصادية للسوق الحرة التقليدية أو غير التقليدية للرأسمالية، والنتائج التي ينتجها كلاهما متطابقة تقريباً مع قانون البحار، حيث تتغذى الأسماك الكبيرة على الأسماك الصغيرة، أو قانون الغابة، حيث يسحق القوي الضعيف.

 

في هذا الصدد، يجب أن يُنظر إلى نموذج اقتصاد السوق الحرّ للرأسمالية على أنه نموذج اقتصادي يأخذ القوانين المطبقة في عالم الحيوان ويطبقها في عالم الإنسان ويقود الناس إلى التصرف مثل الحيوانات.

 

لهذا السبب، أعطينا التعليق عنوان النظام الاقتصادي الذي يحوّل الإنسان إلى حيوان. ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾.

 

في هذه الآية يصف الله تعالى التصرف بالأفكار والآراء التي تصدر من عقل الإنسان في تنظيم الحياة ومعالجة مشاكله على أنها أضلُّ من حيوان.

 

تلعب جميع الأفكار الأساسية للرأسمالية ونموذج اقتصاد السوق الحرة، وهو الجانب الأكثر وضوحاً للرأسمالية، تلعب دوراً رئيسياً في تحويل البشرية إلى حيوانات.

 

كيف يمكن لحكام المسلمين الذين هداهم الله بالإسلام وأنقذهم من اللبس والخطأ أن يقبلوا بالرأسمالية التي ينتجها العقل البشري وتنزل بالإنسانية إلى درك الحيوان، كمرجع في حلّ المشاكل وكيف يمكن أن يتصرفا بما يسمى الحلول الرأسمالية التي تنتج الأزمات باستمرار؟!

 

إن حقيقة أن الرأسمالية تقوم فقط على زيادة الإنتاج كحل للمشكلة الاقتصادية، ولا تفكر في كيفية توزيع الثروة، تبدو كعامل أساسي في تدهور البشرية إلى مستوى الحيوان.

 

من ناحية أخرى، يعتبر الإسلام كيفية توزيع الثروة والموارد بين الناس هي المشكلة الاقتصادية. ﴿مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ﴾.

 

حفظ الله كرامة الإنسان الذي يُعتبر أكرم المخلوقات، بما أنزل من أحكامه، وفرض حرمة على كل ما من شأنه الإضرار بكرامة الإنسان.

 

من ناحية أخرى، فإن الرأسمالية، التي تنظم الحياة بالحلول التي ينتجها العقل البشري المحدود، تقلل من قيمة الشخص وتضرّ بكرامته وشرفه.

 

لهذا السبب، يجب على أردوغان بشكل خاص ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك وغيرهما من المسؤولين القضاء على الرأسمالية، التي تقضي على شرف وكرامة أمّتهم بكل ممارساتها، والعودة على الفور إلى النظام الإسلامي، الذي سيعيد الشرف والكرامة لشعوبهم.

 

إن قيامهم بهذا هو أهم مسئولياتهم أمام الله ثم تجاه أمتهم.

 

وإذا لم يفعلوا ذلك واستمروا في الحكم بالرأسمالية التي تخدم مصالح الكفار المستعمرين، فستتذكرهم الأجيال القادمة كحكام أداروا ظهورهم لأوامر الله سبحانه ولأمتهم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمزي عُزير – ولاية تركيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع