الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴾فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴿

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

 

 

 

الخبر:

 

انطلق تليسكوب الفضاء الأوروبي إقليدس أو "إيوكليد" نحو الفضاء، يوم السبت، على متن الصاروخ سبيس إكس فالكون 9 من محطة كيب كانافيرال في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لحل أحد أكبر الأسئلة المحيرة للعلم: مم يتكون الكون؟

 

تتمثل مهمة إقليدس الأساسية في إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد هائلة للكون في محاولة لربط بعض خصائص ما يسمى بالمادة المظلمة والطاقة المظلمة.

 

يبدو أن هذه الظواهر معا تتحكم في شكل وتوسيع كل شيء نراه هناك (في الكون).

 

ويقر الباحثون بأنهم لا يعرفون شيئا عن هذه الظواهر تقريبا.

 

ولا يمكن اكتشاف المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة بشكل مباشر.

 

وقالت البروفيسورة إيزوبيل هوك، إن هذه الفجوة الكبيرة في المعرفة تعني أننا لا نستطيع حقا تفسير أصولنا.

 

وتعتقد عالمة الفلك بجامعة لانكستر في بريطانيا، أن الرؤية من خلال إقليدس ستكون أفضل رهان لنا للوصول إلى طريق الفهم.

 

وأضافت إيزوبيل لبي بي سي نيوز، "سيكون الأمر أشبه بالانطلاق على متن سفينة قبل أن يعرف الناس موقع الأرض بالنسبة للاتجاهات المختلفة. لذلك سنقوم برسم خريطة للكون لمحاولة فهم المكان الذي نتواجد فيه وكيف وصلنا إلى هنا - كيف نشأ الكون كله من نقطة الانفجار العظيم وصولا إلى المجرات الجميلة التي نراها حولنا، وكذلك النظام الشمسي حتى نصل إلى نشأة الحياة". (بي بي سي)

 

التعليق:

 

ليس استنقاصا من جهد الباحثين ولا جهلا بأهمية العلم وضرورته للإنسانية بل نقدا لمن يسمون أنفسهم علماء ينشدون الحقيقة في حين إنهم يسيرون في بحوثهم صوب كل الاتجاهات إلا الاتجاه الذي يوصلهم فعلا إلى الحقيقة! فعلماء الغرب أجمعوا على محاربة الحقيقة الأولى في الحياة التي تنطق بل تصرخ بملء فيها في الناس قائلة إن وراء هذا الكون والحياة والإنسان خالقاً خلقها من عدم. ويمكن إثبات هذه الحقيقة عقلاً، ومن ثم فإن هذا الخالق هو العارف بحاجاتهم ومصالحهم القادر على توفير الحياة الهانئة للبشر، وهو المصدر الموثوق لتوجيه الناس وتعليمهم كيف يستفيدون من هذا الكون وما فيه من مخلوقات وقوانين وسنن واستغلالها في توفير احتياجاتهم والارتقاء بحياتهم إلى أعلى درجة ممكنة تليق بإنسانيتهم. وما لم يعترفوا بهذه الحقيقة فإن أبحاثهم وخاصة فيما يتعلق بالتعرف على مكونات الكون ستبقى عقيمة ومضللة تسير بالبشرية نحو التيه والضياع.

 

إن البحث في المحسوسات بصدق ونزاهة يرينا أن الكون بكل ما فيه هو صنع الخالق واجب الوجود. من هذا المنطلق يمكن للعلماء البحث في الكون والحياة للتعرف عليها والاستفادة منها في خدمة البشرية. أما أن تكون الأبحاث في القرن الواحد والعشرين وبعد كل هذه القرون من نشأة الكون والحياة أن تكون بحثاً لمعرفة من نكون وكيف أتينا إلى هذه الحياة وما هو مستقبلنا، فهي أبحاث ضالة مضللة تهدم علومهم وأنظمتهم وتروح بمصداقيتها إلى المجهول. إذ كيف يدّعون قدرتهم وأهليتهم لتنظيم شؤون البشرية وتنصيب أنفسهم قادة للبشر يسنون القوانين ويصوغون الأعراف والقيم ويفرضونها على البشر وهم يعترفون بأنهم لا زالوا يبحثون عن حقيقة الكون والحياة والإنسان وعن أصلهم ومصيرهم؟!

 

وليت أبحاثهم تسير وفق منهج علمي أو عقلي، بل هي فروض ونظريات تتحاشى فرضية أن يكون للكون خالق أبدعه! فهل يا ترى يستحق هؤلاء أن يكونوا قادة العالم وقدوة للبشرية؟! أم أن على أمة التوحيد أن تنفض عنها رداء الغفلة وتنتفض وتتقدم لانتزاع قيادة البشرية لتسير بها في طريق الهداية والنور والعلم الحقيقي المنتج والمفيد الذي يجعل أبحاثه في التعرف على الكون تزيد معرفته بالخالق ويقينه به سبحانه، يستعمل ما أودعه الله تعالى في مكونات الكون من فوائد وخصال ويستخلص منها ما يخدم البشرية ويوفر لها الصحة والأمان وتيسير سبل الحياة ويرتقي بها في مجالات الحياة لتصل لما يليق بإنسانيتها من الرقي والارتفاع؟! وصدق الله العظيم القائل سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

 

وإن حزب التحرير ليحمل مشروع استعادة قيادة العالم وفق أحكام الله بإعادة دولة الإسلام التي طالما قادت العالم نحو الفضيلة والعلم النافع والحياة الآمنة، والتي وعدنا الله تعالى بعودتها إن عدنا لسيرة من أقاموها بداية.

 

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء الجعبة

آخر تعديل علىالإثنين, 03 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع