الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حادثة قتل نائل: هل ستكون القطرة التي أفاضت الكأس؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حادثة قتل نائل: هل ستكون القطرة التي أفاضت الكأس؟

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت الدّاخلية الفرنسيّة اعتقال 719 شخصا ليلة السّبت، على خلفيّة الأحداث التي تشهدها البلاد منذ خمسة أيّام، عقب مقتل الشّاب نائل المرزوقي برصاص الشّرطة بحسب ما ذكره موقع سكاي نيوز.

 

وكشفت الوزارة في وقت سابق أنّه تمّ اعتقال أكثر من 1300 شخص خلال ليلة يوم الجمعة، في محاولة من السّلطات لكبح جماح المظاهرات والاحتجاجات. وشارك المئات في تشييع جثمان نائل في ضاحية نانتير بباريس حيث قتل، بينما حمل مشيّعون نعشه الأبيض من أحد المساجد إلى المقبرة.

 

وأثارت القضيّة الجدل من جديد بشأن إجراءات إنفاذ القانون في فرنسا، حيث تمّ تسجيل 13 حالة وفاة في عام 2022 بعد رفض الامتثال لأوامر الشّرطة.

 

التّعليق:

 

في تقرير لها بعنوان "فرنسا 2022" أكّدت منظّمة العفو الدّوليّة أنّ:

 

- "التّمييز العنصريّ والدّينيّ استمرّ، مستهدفاً بصورة خاصّة الأفراد المسلمين والجمعيّات المسلمة. واستمرّ الاستخدام المفرط للقوّة من جانب الشّرطة بدون مساءلة. وقيّد القانون المتعلّق بـ"القيم الجمهوريّة" حرّيّة تكوين الجمعيّات أو الانضمام إليها...".

 

- لم يُحرَز أيّ تقدّم نحو ضمان العدالة والحقيقة والتّعويض عن وفاة المرأة الجزائريّة زينب رضوان التي فارقت الحياة بعد أن أصابتها عبوة غاز مسيل للدّموع في وجهها أطلقتها الشّرطة خلال احتجاج جرى خارج شقّتها، في كانون الأول/ديسمبر 2018. وعلى الرّغم من الأنباء التي نقلتها وسائل الإعلام عام 2021 بأنّ مفتّشيّة الشّرطة الوطنيّة قد أوصت بفرض عقوبة إداريّة على الشّرطيّ الذي أطلق العبوة، إلّا أنّ مدير الشّرطة الوطنيّة رفض تطبيق أيّ عقوبة، وبدا أنّ القضيّة قد جُمّدت عند قاضي التّحقيق.

 

- مُنع بصورة غير قانونيّة تجمّع للاعبات كرة القدم يُعرَف بـ"Les Hijabeuses" (المحجّبات) من القيام باحتجاج خلال نقاش برلمانيّ حول اقتراح لحظر ارتداء ملابس دينيّة في الرّياضات التّنافسيّة.

 

- في حزيران/يونيو، أيّد مجلس الدّولة حكماً أصدرته محكمة قضى بحظر ارتداء ملابس السّباحة التي تغطّي كامل الجسد - ما يُسمّى بالبوركيني - في المسابح العامّة في غرينوبل. وخلصت المحكمة إلى أن السماح المقترح في غرينوبل بارتداء البوركيني يمكن أن يقوّض المساواة في المعاملة للمستخدمين الآخرين للخدمات العامة. واستشهدت بقانون صادر عام 2021 حول القيم الجمهوريّة، الذي كان بعض المنتقدين قد خشوا من أن يؤدّي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، وبخاصّة التّمييز ضدّ الأشخاص المسلمين والجمعيّات المسلمة.

 

تقرير يسقط القناع عن دولة الحرّيّات التي ترفع الشّعارات وتبقيها حبرا على ورق ليظهر سريعا زيف وبطلان قيم العلمانيّة المعادية لحضارة الإسلام التي تعتبرها العدوّ والمارد النّائم الذي يهدّد كيانها ووجودها.

 

ربّما يكون مقتل نائل الشّرارة التي ستؤدّي إلى انتفاضة ضدّ حكومة ماكرون التي تمادت في ممارساتها العدائيّة العلنيّة ضدّ الإسلام.

 

فهذا الرّئيس لم يدّخر فرصة لإعلان حربه ضدّ الإسلام الذي اعتبره دينا "يمرّ بأزمة في جميع أنحاء العالم" مصرّحا أنّ على الدّولة الفرنسيّة "مكافحة الانفصاليّة الإسلامويّة".

 

 في 2 تشرين الأوّل/أكتوبر 2020 - وبعد الهجوم الذي استهدف مقرّ الصّحيفة التي نشرت رسوما مسيئة للرّسول ﷺ - توجّه ماكرون بخطاب حماسيّ تعهّد فيه بمكافحة "التّطرّف الإسلاميّ" والقضاء على "الانعزاليّة" التي تهدّد بخطر تشكيل "مجتمع مضادّ" والدّفاع عن قيم العلمانيّة مهما كان الثّمن وأطلق عبارة "فرنسا تتعرّض للهجوم". داعياً في الوقت عينه إلى "فهم أفضل للإسلام"... كما قامت السّلطات الفرنسيّة بملاحقة أئمة جمعيّات إسلاميّة في البلاد، وأغلقت عددا من المساجد، وهو ما زاد الطّين بلة.

 

إجراءات تشجّع حدوث ردود فعل عنيفة معادية للمسلمين في فرنسا وتجعلهم عرضة لانتهاكات تنتهي بمزيد من الضّحايا والأبرياء. هي سياسة دولة تنتهجها لتظهر أنّها تريد أن تطهّر علمانيّتها من هذا الدّين الذي اكتسح شريحة كبيرة من المجتمع وبدأ ينتشر فيه انتشار النّار في الهشيم.

 

ما يميّز أعمال الشّغب هذه عن سابقاتها هو أنّ عددا لا بأس به من مرتكبيها هم فتية صغار جدّا. فمن أصل 875 شخصا أوقفتهم الشّرطة ليل الخميس كان ثلثهم شبابا، وأحيانا فتية صغاراً جدّا. وبحسب ما صرّح به الرّئيس ماكرون ووزير الدّاخليّة جيرالد دارمانان فإنّ "متوسّط العمر هو 17 عاما".

 

هي إذاً انتفاضة شباب تذكّرنا بما وقع في ثورات الرّبيع العربيّ التي قادها الشّباب. لعلّها تكون شرارة إسقاط النّظام العلمانيّ في دولة الحرّيّات التي يدافع فيها حكّامها عن القيم العلمانيّة بالحرب على الإسلام وأهله باعتباره خطرا يهدّدها. نسأل الله أن يجعل كيد الكفّار في نحرهم وتدميرهم في تدبيرهم ﴿اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

آخر تعديل علىالأربعاء, 05 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع