﴿وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ﴾

الخبر:

استشهد 8 فلسطينيين، يوم الاثنين، جراء عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، وأصيب 50 من بينهم 10 في حالة خطرة (هذه الإحصائيات حتى ساعة كتابة الخبر)، وشارك في العدوان نحو ألف جندي وعشرات الآليات المدرعة والمروحيات التي أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ على منازل ومبان داخل المخيم، في حين شرعت جرافات عسكرية ضخمة في تجريف مداخل المخيم. وقطعت قوات كبيرة الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم. (الجزيرة نت)

التعليق:

عدوان وحشي من كيان مجرم لا يفرق بين بشر ولا حجر ولا شجر، ولا بين طفل أو شيخ أو امرأة، يقتل ويسفك الدماء ويقصف ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ويشرد الناس من بيوتهم في مشهد أعاد للأذهان مشاهد الهجرة والتشريد عام 1948 حيث أرغم يهود المئات من أهل مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم. وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أجبرت المئات على إخلاء منازلهم، في المنطقة القريبة من دوار الحصان، وذلك عبر مكبرات الصوت، مؤكدين لجوء العائلات لساحات المستشفيات وقاعة بلدية جنين. (جريدة الأيام 2023/7/3).

كيان مجرم يتمادى في غطرسته وعدوانه بضوء أخضر من النظام الدولي المجرم والمنافق وعلى رأسه أمريكا التي تدعمه وتدعي حقه الدفاع عن نفسه حسبما صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض حيث قال: "ندعم أمن (إسرائيل) وحقها في الدفاع عن شعبها"، فكيف لذي عقل وبصيرة أن يطالب بحماية من هذا النظام المجرم المنافق؟! وهل سُجل له في تاريخه نصرة مظلوم خاصة إن كان من المسلمين سواء فلسطين أو ميانمار أو سوريا أو أفريقيا الوسطى أو غيرها؟!

عدوان وحشي من كيان مجرم وسط تخاذل وتآمر من السلطة ومن الأنظمة المطبعة في بلاد المسلمين، ووسط تخاذل جيوش المسلمين عن نصرة أهل فلسطين حيث تركوهم بلا نصير أو معين يواجهون هذا الاحتلال المجرم بما يملكون من إمكانيات متواضعة، فماذا تنتظرون يا أصحاب الرتب والنياشين؟! ماذا تنتظرون وبيدكم القوة الكافية لنصرة إخوانكم المستضعفين في جنين وغير جنين؟! كيف يطيب لكم العيش وهذا حالنا؟! فإذا كانت هذه المشاهد غير كافية لتغلي الدماء في عروقكم وتحرك فيكم النخوة والحمية فما الذي يحركها؟! ألم تسمعوا قوله تعالى: ﴿وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ﴾؟!

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة