- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكومة الفرنسية في أزمة بسبب فضح عنصريتها الصارخة
(مترجم)
الخبر:
اندلعت أعمال شغب واحتجاجات كبيرة في مدن فرنسية عدة في أعقاب مقتل الشاب المسلم نائل الذي قتلته الشرطة أثناء توقيفه برصاصة في ذراعه اليسرى وصدره. وقد انفضحت مزاعم الشرطة بخصوص تعرّضها للتهديد من خلال لقطات فيديو لا تظهر أي علامات على أي تصرف تهديدي من الشاب. وقد تمّ اعتقال المئات من المتظاهرين، واندلع الجدل مرةً أخرى حول مواقف الحكومة الفرنسية تجاه الأعراق الأخرى والمسلمين على وجه الخصوص.
التعليق:
خاض ماكرون حملته الانتخابية حول الخطاب المعتدل في مواجهة الممثل اليميني الواضح في مارين لوبان. لقد أظهر أنه يقود الحملة الصليبية الفرنسية ضد المسلمين في فرنسا، زاعماً أن الإسلام في أزمة ويحارب ما يسمى بالانفصالية الإسلامية. إنه يثبت أن الغطرسة الفرنسية والكراهية تجاه المسلمين وكل شيء بعيد عن الفرنسية في الثقافة أو لون البشرة أو الخلفية، لا يقتصر على اليمينيين المبتذلين مثل مارين لوبان أو إريك زمور، بل موقف منهجي وسياسة لفرنسا، التي تحمل ازدراءً تاريخياً تجاه الأشخاص الذين استعمرت بلادهم سابقاً، ونهبت خيراتهم، وبُني مجتمعها وبنيتها التحتية على دمائهم وثرواتهم. في فرنسا، قللوا من العرب والسود والأفارقة وأي شخص آخر ليس فرنسي الأصل ليكونوا رعايا من الدرجة الثانية، يعيشون في ظروف غير مستقرة ومتدنية في حين تعيش الضواحي الأخرى المجاورة في رخاء وبعيدة عن الظلم المجتمعي. الآن، يُعتبر مقتل الشاب نائل أحد الأمثلة العديدة على العنصرية الصارخة لسلطات إنفاذ القانون، ولن يكون الأخير، حيث تمتلئ عناصر الشرطة في فرنسا بمشاعر معادية للمسلمين وفقاً لتقارير مختلفة. وبما أن السياسة الرسمية لفرنسا هي محاربة ما يسمى بالانفصالية الإسلامية، يتمّ إغلاق مسجد بعد مسجد، والمسلمون تحت المراقبة المستمرة، والتحكم في الرسائل التي تنشرها هذه المساجد، وإغلاق أي منظمة تتجرأ على الحديث عن العنصرية والإسلاموفوبيا كقضية حقيقية في فرنسا.
أما بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في فرنسا والمسلمين في دول أفريقيا الذين ما زالوا يعانون من قبضة المستعمر الفرنسي، فيمكنهم رؤية أكاذيب فرنسا حول تبني مبادئ الحرية والمساواة والأخوة. هذه الثقافة الليبرالية، التي يفتخر الفرنسيون بكونهم منشئيها، هي قضية خاسرة ولن تحقق أبداً الأمان أو الازدهار أو العدالة، لا في أفريقيا ولا في الشرق الأوسط أو حتى في أوروبا نفسها. تتراجع فرنسا في ثقافتها وقيمها ورأي الجماهير الفرنسية، وهو ما أثبتته الاحتجاجات الجماهيرية ضدّ سياسات ماكرون المجتمعية، وهم يبحثون عن بديل. والبديل، لا يوجد إلا في الإسلام، بصهره للمجتمعات، وتنفيذ قوانينه في المجتمع، ونشر الرحمة والعدالة في العالم، على عكس المعاناة التي سببها الاستعمار والتي ما زال الفرنسيون مذنبين بتداعياتها حتى يومنا هذا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس بيسكورتشيك