- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 103
إسلام سعد بن معاذ - رضي الله عنه -
أسلم أسيد بن الحضير، ثم ذهب إلى سعد بن معاذ - رضي الله عنهما-. قال سعد للحاضرين: "أقسم لكم لقد عاد أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".
فلما وصل أسيد إلى سعد سأله: ما الخبر يا أسيد؟ فحدَّثه، وقال له: إنه أسلم، فقام سعد من مكانه مغضبًا، وقال: ما أغنيت غنائي - أي ما كفيتني، وما حققت مرادي - هاتها، فأخذ سعد بن معاذ الحربة من يد أسيد بن الحضير، ومضى إلى مصعب بن عمير، ولحقه أسيد بن الحضير؛ لأنه علم أن سعدًا ذهب لقتال، وشر، فلما أقبل سعد بن معاذ إلى مصعب، وأسعد بن زرارة، قال أسعد: يا مصعب، جاءك سيد قومه كلهم، هذا ابن خالتي سعد بن معاذ.
فلما اقترب سعد، ووقف أمام مصعب قال: ما شأنكما ألم أرسل إليكما نذير؟ فابتسم مصعب رضي الله عنه، وأرضاه، وقال له بهدوء: يا سيد القوم، أوَلَا تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره!!
قال سعد بن معاذ: قد أنصفت، وزدت في النَّصَفِ، وسند حربته على النخلة، وجلس سعد، وقال: هاتِ ما عندك فقرأ مصعب عليه القرآن- وكان مصعب حسن الصوت - فتلا عليه من أوائل سورة الزخرف قوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تعقلون). فلما انتهى مصعب دعاه إلى هذا الدين قال: ماذا يصنع الذي يريد أن يدخل هذا الدين؟ قال له مصعب: قُم يا سيد قومه، فتطهر، ثم تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ثم صلِّ ركعتين لله.
فقام سعد، واغتسل، ونطق الشهادتين، وصلى ركعتين كما علمه مصعب. ثم قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: ما واجب من يدخل هذا الدين؟ قال له مصعب: أن يدعو غيره إليه. فقام سعد بن معاذ حتى أقبل على قومه، فلما رأى القوم سعد بن معاذ من بعيد قادمًا إليهم قالوا جميعًا: واللات لقد عاد إليكم سعد بن معاذ بوجه غير الذي ذهب به. إنه نور الإيمان بلا شك، فوقف سعد بن معاذ وقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا، وابن سيدنا، وأعقلنا، وأحكمنا إذا أمرت، فأمرك مطاع، فقال سعد: "فإن كلام رجالكم، ونسائكم عَلَيَّ حَرَامٌ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله!!".
فدخلت قبيلة بني عبد الأشهل كلها في ليلة واحدة في الإسلام، دين الحق، والخير، والعدل، دين الله تعالى.
يقول مصعب: فو الله الذي لا إله إلا هو لم ننم في تلك الليلة، وفي بني عبد الأشهل رجل مشرك، وقام سعد، وأسيد ابن عمه يكسران الأصنام، فدخل أغلب سكان المدينة المنورة بالإسلام، وبكل سهولة لماذا؟؟
السبب الأول لأن طبع أهل المدينة هو الرقة، واللين، وعدم الكبر، وعدم جحود الحق، وذلك يرجع إلى أصلهم؛ لأن أهل المدينة من اليمن، وأهل اليمن معروفون برقة القلوب، ولين الطباع؛ لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء وفد من اليمن قال: «أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوبُا.
والسبب الثاني وجود قبائل لليهود في المدينة جعل أهل المدينة على علم بأن هنا نبي سيبعث في ذلك الوقت... يتبع بإذن الله ...
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي