الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل تعلم أن الكونغو كانت مفتاح العصر الذري لأمريكا؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل تعلم أن الكونغو كانت مفتاح العصر الذري لأمريكا؟

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

ترتبط الكونغو بتطوير برنامج القنبلة الذرية الأمريكية، المعروف باسم "مشروع مانهاتن".

 

التعليق:

 

التاريخ الاستعماري للكونغو هو تاريخ حزين بشكل خاص، أكثر من الروايات المألوفة للممتلكات الاستعمارية الأخرى في أوروبا في ذلك الوقت. بعد مؤتمر برلين 1884 - 1885 الذي أطلق التدافع على أفريقيا من جانب تلك القوى الأوروبية، سقطت الكونغو في أيدي بلجيكا، وتمّ منحها إلى ملك بلجيكا ليوبولد الثاني، الذي امتلكها على أنها ملكية شخصية. وكانت مساحتها أكبر من كل أوروبا الغربية مجتمعة وحوالي 80 ضعف حجم بلجيكا، والتي لم يكلف ليوبولد الثاني عناء زيارتها أبداً (White Malice بواسطة سوزان ويليامز، صفحة 27)

 

الموارد الهائلة المسروقة من الأرض لا يقابلها سوى الأهوال التي لا توصف والتي تعرض لها السكان المحليون الذين تمّ تحويلهم إلى عمالة بالسخرة. وتم توجيه الضباط الاستعماريين ليوبولد الثاني إلى الاستغناء عن شكل فظيع من العقاب على الناس عندما لم يتم الوفاء بالحصص؛ بتر الأطراف. يذكر أنه في عام 1899 قتلت الحكومة الاستعمارية أو شوهت ما يزيد عن 6000 شخص في 6 أشهر فقط في منطقة نهر مومبويو (جيبس، الاقتصاد السياسي لتدخل العالم الثالث، ص 45). "في السنوات الثلاث والعشرين من حكم الملك ليوبولد الثاني، مات ما يقدر بعشرة ملايين شخص نتيجة للوحشية وعمليات الإعدام؛ بلغ هذا حوالي 50 في المائة من السكان (White Malice بقلم سوزان ويليامز، صفحة 28)

 

في نهاية المطاف، تمّ التنازل عن السيطرة على الكونغو للحكومة البلجيكية في عام 1908، والتي فتحت المنطقة أمام رجال الأعمال. كان أحد هؤلاء الصناعي البريطاني اللورد ليفرهولم الذي استمر ببساطة في الاعتماد على القسوة الفظيعة لنظام العمل الجبري الذي أنشأه ليوبولد الثاني. أُجبر السكان المحليون على العمل في كل شيء من السكك الحديدية ومزارع المطاط إلى مناجم شينكولوبوي الغنية باليورانيوم. عمل السخرة في بساتين النخيل لإنتاج منتجات زيت النخيل لمصانع Lever Brothers، الشركة التي أسسها ليفرهولم.

 

في عام 1940 عندما غزت ألمانيا النازية شمال أفريقيا، بدأت حكومة أمريكا في إيلاء اهتمام أكبر لأفريقيا. تم إنشاء وكالة الاستخبارات المسماة مكتب الخدمات الاستراتيجية (OSS) في عام 1942 مع قسم أفريقيا بما يتماشى مع هذه الرؤية الجديدة. تمّ تكليف محطة OSS في الكونغو البلجيكية بحماية مصادر اليورانيوم وتصديره إلى الولايات المتحدة. كان اليورانيوم في الكونغو، من مناجم شينكولوبوي، الأغنى في العالم في ذلك الوقت. كان للخام الكونغولي دوراً أساسياً في إنشاء أول أسلحة ذرية في مشروع مانهاتن. وتمّ استخدامه لبناء القنابل الذرية التي قضت على هيروشيما وناغازاكي في آب/أغسطس 1945. ولهذه الغاية، كتب مهندس كيميائي كبير، جون روهوف، مشارك في مشروع مانهاتن "موارد (الكونغو) من اليورانيوم، وهي الموارد الأكبر في العالم من اليورانيوم، حيوية لرفاهية الولايات المتحدة". وبالحديث عن الثروات المعدنية الإضافية، خلص التقرير إلى أنه "يجب اتخاذ خطوات محددة لضمان الوصول إلى الموارد للولايات المتحدة". نتيجة لذلك، عانى الكونغو من الاستعمار البلجيكي، من خلال بناء الإمبراطورية البريطانية للإمبريالية الأمريكية في غضون 58 عاماً.

 

في الختام، لن تعرف أفريقيا أبداً الاستقلال الحقيقي أو السلام حتى يتمّ تحريرها حقاً من المجسات الوحشية للاستعمار الغربي الجديد. فقط الفكر الإسلامي الذي يمثله نظام الخلافة، هو الذي يمكن أن يحقق الإنجاز المتمثل في إنقاذ الكونغو وأفريقيا ككل. فقط هو الإسلام الذي وصل إلى هذه القارة دون أن يكون هدفه نهب مواردها الطبيعية. لقد جاء برؤية سامية لإنقاذ الناس من إخضاع الأنظمة التي يفرضها الإنسان لعدالة شرع الله سبحانه وتعالى. ﴿يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم محمد

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع