- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يأمرنا بالوحدة. من وراء تفريق المسلمين في بنغلادش؟!
الخبر:
تشهد بنغلادش، الدولة المجندة للانتخابات، توتراً سياسياً حيث من المقرر أن تعقد الانتخابات العامة القادمة في كانون الثاني/يناير 2024. وتستهدف أنشطة حزب المعارضة "الحزب الوطني" الضغط على رئيسة الوزراء الحالية الشيخة حسينة لتسليم السلطة لحكومة مؤقتة لإجراء الانتخابات القادمة. وفي المقابل، يخطط حزب عوامي لإجراء انتخابات تحت حكومة حسينة. وتضع هذه القضية الحزبين وجهاً لوجه في شوارع البلاد، حيث ستشهد الأشهر المقبلة مزيداً من التصادمات، حيث ستشهد البلاد عاصفة "كالبويشاخي" تتجه نحو بنغلادش ولا أحد يعرف كيف ستؤثر هذه العاصفة على البلاد. (المصدر)
التعليق:
ظل المسلمون في دولة بنغلادش العلمانية يعانون لعقود بين هذين الخصمين السياسيين المتناقضين. وقد تسبب هذا التقسيم الواضح في دمار لأهل بنغلادش اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فقد اضطرب التوازن الاجتماعي، وأصبحت الحياة الاقتصادية صعبة، وظل المناخ السياسي غامضاً دائماً بسبب السياسة غير الصحية وأجواء اللوم والتقليل من أهمية الحزب السياسي المنافس، وأصبح الاضطهاد السياسي أمراً شائعاً ويتم دائماً تفريغ غضب الحزب الحاكم على الحزب المنافس عبر ارتكاب جرائم اغتصاب وتعذيب واحتجاز تعسفي وقتل خارج القضاء والقتل القضائي وتدمير سبل العيش ونهب الأعمال التجارية...إلخ. ونتيجة لذلك، يتعرض مصير المسلمين الذين يعيشون في هذا البلد للخطر، ويدمر هذا التقسيم السياسي جميع الإمكانات ويترك الناس في حالة من الحرمان الشديد وعدم اليقين وانعدام الأمن.
أُنشئ هذا التقسيم السياسي وتم الاحتفاظ به من بريطانيا وأمريكا، ويتم دعم الحزب الحاكم، حزب عوامي من بريطانيا، ويتم دعم حزب المعارضة "الحزب الوطني" من أمريكا. ومن أجل تحقيق مصالحهم الجيوسياسية والاقتصادية المتبادلة، استخدمت هاتان الدولتان الاستعماريتان الشهيرتان الحزبين لعقود. وتتصرف قيادة الحزبين المتنافسين بمثابة العبيد لسادتهم في لندن وواشنطن ويحرضان أتباعهما ضد المنافسين، وتغري الناس بالأمل والوعود الزائفة. وفي الواقع، أمريكا وبريطانيا تقودان كل خطوة وراء هذا التقسيم والانقسام لأن هذا هو الطريق الوحيد لهما للحفاظ على تجزئة هذه الأمة وإبعادها عن أن تصبح عاملاً في نهضة الأمة الإسلامية.
وفي حين يرى الشارع العام أنه لا نهاية لهذا التقسيم السياسي العميق، يدعو من يوصفون بالخبراء السياسيين للتوصل إلى تسوية بين قيادة هذين الحزبين المتنافسين، ومع ذلك، فإنه ليس ممكناً بدون تسوية وتوافق بين أمريكا وبريطانيا. ومهما كانت التسوية، فإن وضع الناس الفظيع سيظل كما هو. يجب على الناس أن يعلموا أن هذا الوضع المظلم ليس مصيرهم المحتوم، بل إنه أزمة مصطنعة ومفروضة يجب أن يواجهوها. ومن يؤيد هذا التقسيم بين الحزبين هو عدونا. ويجب إيقاف هذا التقسيم بين الجبهة الوطنية والحزب الوطني نهائيا لتوحيد المسلمين في بنغلادش لمواجهة عدوهم الحقيقي؛ الاستعمار. ويجب أن يكون الإسلام أساساً لهذا التوافق والوحدة، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ريسات أحمد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش