الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أزمات متتالية تعيشها مصر تحت وطأة الرأسمالية وأذنابها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أزمات متتالية تعيشها مصر تحت وطأة الرأسمالية وأذنابها

 

 

 

الخبر:

 

قالت بوابة الأهرام السبت 2023/8/5م، اعتباراً من غد الأحد يبدأ عمل موظفي الوزارات والمصالح والجهات الحكومية على مدار الشهر من المنزل، وذلك تنفيذا لقرار رئيس الوزراء بأنه اعتباراً من السادس من آب/أغسطس، سيكون عمل الموظفين يوم الأحد من كل أسبوع على مدار شهر آب/أغسطس، في المصالح الحكومية والمباني الخدمية غير المرتبطة بالتعامل المباشر مع المواطنين، من المنزل بنظام "الأونلاين". ويستهدف هذا الإجراء تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء والأحمال، وعدم تشغيل المباني العامة ليوم زائد من أيام الأسبوع طوال شهر آب/أغسطس، وسيكون تنفيذها طبقاً لما يراه كل وزير أو مسؤول معني، لكون بعض المباني لا يمكن أن تعمل بنظام الأونلاين طوال اليوم. وأعلنت الدولة عن اتخاذ عدد من الإجراءات، منها توجيه الجهات بتحقيق المزيد من الترشيد في الإنارة العامة لكافة المقار العامة التي تتولى الدولة مسئوليتها، مثل إنارة الشوارع، والمباني الحكومية، والمباني الخدمية، وفق خطة تم التوافق عليها. وأعلنت الحكومة، خلال الأسبوع الماضي، بالتعاون مع وزارتي الكهرباء والبترول عن جداول التوقيتات على مستوى الجمهورية في جميع المناطق التي سيتم تخفيف الأحمال بها، حتى يمكن لكل مواطن يقطن بأي حي أو مدينة، أو محافظة أن يتعرف على الفترة الزمنية التي سيتم انقطاع التيار الكهربائي خلالها.

 

التعليق:

 

إجراءات وتدابير يتخذها النظام المصري ليست لعلاج الأزمة، وإنما لتخفيف حدتها وترويض الناس حتى يألفوها ويتعايشوا معها. نعم هذا هو واقع جداول تخفيف الأحمال والبدء في العمل "أونلاين" لبعض الفئات من موظفي الدولة توفيرا لما يستهلكونه من كهرباء، حتى يوفر الغاز المستهلك في محطات التوليد رغم القدرة على زيادة الإنتاج وإيجاد بدائل أقل كلفة وأفضل للبيئة ولآلات التوليد.

 

الحكومة تعلن أن السبب وراء قراراتها هو تخفيف الأحمال وبررت ذلك بانخفاض الضغط المطلوب لتشغيل المحطات بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها على أسلاك توصيل الكهرباء وضغط الغاز، وأنها مشكلة عالمية وليست خاصة بمصر فقط. لكن تضارب التصريحات وبعض ما يتسرب من معلومات يبين أن هذا ليس السبب الحقيقي، وأن السبب الحقيقي هو الحاجة إلى توفير كميات من الغاز الطبيعي لتصديرها إلى أوروبا بديلا للغاز الروسي نزولا على رغبة أمريكا التي لا يستطيع النظام تجاهلها. نقرأ هذا في تناقض تصريحات رئيس الوزراء مع بيان البنك المركزي فقد أفاد رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي أن مصر تتوقف عن تصدير الغاز الطبيعي في فصل الصيف، مؤكدا أنه توجه دائم في خطة الدولة من أجل توفير الغاز للاستهلاك المحلي، على أن يستأنف تصدير الفائض من الغاز مرة أخرى في فصول الشتاء والربيع والخريف. (روسيا اليوم 2023/7/29م) إلا أنه "طبقا لبيانات البنك المركزي، استمرت مصر في تصدير الغاز طوال الأعوام المالية الماضية خلال فصل الصيف، حيث صدرت الغاز في الفترة من 2019 حتى 2022 بما يعادل 2.6 مليار دولار خلال شهور الصيف فقط". (بي بي سي 2023/7/31م) فالنظام يحتاج لتوفير ما يمكنه تصديره للحصول على ثمنه بالدولار لسد فجوة نقص العملة الذي يعاني منه الاقتصاد المصري، تمهيدا لسعر الصرف المرن الذي سيقدم النظام على تطبيقه خضوعا لقرار الصندوق الدولي حتى يحصل على الدفعة الثانية من القرض الأخير التي تأخرت لشهور، فالأزمات متلاحقة بعضها يجر بعضا وكلها تطال عوام الناس وتزيدهم فقرا فوق فقر.

 

فالنظام الذي يعلن أن مصر وصلت لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز ويدعي أنها أصبحت مركزا إقليميا له يستطيع توفير الكهرباء والغاز اللازم لها ويستطيع إيجاد بدائل أقل كلفة وربما لا تحتاج للغاز أصلا فيستطيع التوسع في استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ويستطيع أن يمكن الشباب من الإبداع في هذا المجال إلا أنه لم ولن يفعل ولا يملك الإرادة التي تمكنه من ذلك، فالإبداع في رعاية الناس عمل عظيم والأعمال العظيمة لا يقوم بها العملاء مسلوبو الإرادة بل تحتاج إلى مخلصين لهم إرادة حرة غايتهم رعاية الناس حقا.

 

إن الكهرباء والمحروقات وكل ما يحتاجه الناس يجب على الدولة أن توفره لرعاياها مهما تكلف الأمر، لا أن تمنعهم منها لتوفير النفقات بينما تمنحها لمن يلهون ويتراقصون في الساحل الشمالي والقرى السياحية بدعوى أنهم لا يتحملون انقطاعها وأنهم يدفعون بالدولار وكأن النظام يمنحها لأهل مصر بلا ثمن!

 

إن ما تحتاجه مصر لتخرج من دوامة الأزمات التي تعصف بها وتخنق أهلها هو تطبيق نظام الإسلام، هذا النظام العدل الذي يضمن رعاية الناس بحق دون النظر لكلفتها فمصر ليست فقيرة ولا شحيحة الموارد كما يدعي النظام الذي يفرّط في مواردها، كما فعل مع حقول غاز شرق المتوسط التي أهداها ليهود واشترى منهم إنتاجها لعشر سنوات كاملة، بل إن مصر تملك تنوعا هائلا في الموارد يغنيها عن الدنيا كلها، ويجعلها لا تتأثر بالأحداث العالمية، هذا إذا أحسن استغلالها مخلصون غايتهم رضا الله عز وجل وهذا لا يتحقق إلا في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، نسأل الله أن يعجل بها وأن تكون مصر حاضرتها ونقطة ارتكازها.

 

﴿لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالثلاثاء, 08 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع