السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وحشية الاستعمار الغربي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وحشية الاستعمار الغربي

 

 

الخبر:

 

بعد الانقلاب العسكري الأخير في النيجر على رئيسها الموالي لفرنسا والمتستر على جرائمها بحق شعب النيجر المسلم، ما زالت التقارير تتوالى حول الجرائم التاريخية التي ارتكبتها فرنسا في حق هذا البلد، الذي يعد أهله من أفقر أهل الأرض، رغم أنه يحوي كنوزا تكفي لجعلهم من أغنياء الكوكب، وتركز التقارير الإعلامية المتتالية على جريمتي "نهب وإبادة" مزدوجتين مارستهما فرنسا على مدى خمسين عاما، حيث استولت شركاتها المتخصصة في التنقيب، على المعادن النفيسة وعلى رأسها اليورانيوم، الذي تم نهبه على مدى عقود بثمن بخس يقارب 5% من قيمته السوقية، بحيث إنه كان يغذي فرنسا بـ70% من احتياجاتها للطاقة ما جعل فرنسا أكبر منتج للطاقة النووية في أوروبا، في حين تغرق النيجر في الظلام والفقر وانهيار البنية التحتية، أما الجريمة الثانية والأكثر وحشية فهي المخلفات المشعة الناتجة عن عمليات التنقيب التي بلغت ملايين الأطنان من الأتربة الملوثة بالعناصر المشعة، والتي تم إلقاؤها في مهب الرياح وتحت الأمطار ملوثة بذلك الماء والهواء ومتسببة بوفاة آلاف الأبرياء من العاملين في المناجم وسكان المناطق القريبة ولا زالت.

 

التعليق:

 

لقد ابتليت البشرية عموما بوحش استعماري غربي، عمت جرائمه مشارق الأرض ومغاربها وعانت الشعوب من طمعه غير المنتهي وميكافيليته الشيطانية، التي تنظر إلى شعوب العالم نظرة فوقية وتعاملهم معاملة الأشياء التي ليس لها حقوق البشر، وليس لها عندهم قيمة إلا بالقدر الذي تحقق فيه المكاسب للمستعمر المجرم، وابتليت فوق ذلك أمة الإسلام بحكام عملاء يعملون نواطير للغرب لضمان سيطرته على ثروات بلادنا الغنية، وضمان عدم نهوض تلك البلاد بما يهدد تلك المصالح أو ربما يهدد الحضارة الغربية بأسرها.

 

إن الحقائق التي تتجلى لعامة الناس يوما بعد يوم، تكشف مزيدا من وحشية الحضارة الغربية الكاذبة، التي تتخفى خلف الثياب الأنيقة والعطور الفاخرة والشعارات المنمقة، وتكشف مزيدا من خيانة حكام بلاد المسلمين، وارتهانهم لأعداء أمتهم ووقوفهم في صفهم على حساب شعوبهم، رغم تغنيهم بالوطنية والقومية والتفاني في خدمة شعوبهم، وتضع المسلمين جميعا أمام مسؤولياتهم في تغيير هؤلاء الحكام واستعادة قرارهم بأيديهم وقطع يد الوحش الغربي الذي يفتك بثرواتهم ومصائرهم، هم وغيرهم من شعوب العالم.

 

ولقد آن للمخلصين من أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين، أن يطيحوا بالعملاء أذناب الكفار، لكن ليس لأجل تحويل ولاء السلطة من عدو لآخر، أو فك لجام الدولة من يد المستعمر الفرنسي لوضعه في يد المستعمر الأمريكي أو غيره، ولكن وجب التحرك والتغيير على أساس الإسلام والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين حصرا، واستعادة السلطان للأمة لا يشاركها فيه أحد.

 

كما آن للمؤثرين من أحزاب وكتل ومثقفين أن ينفضوا عنهم غبار الذل والخوف، وأن يقودوا الرأي العام نحو التغيير الجذري الشامل على أساس الإسلام وحضارته ومشروع دولته، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾، فهل من مستجيب؟

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ عدنان مزيان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

آخر تعديل علىالإثنين, 14 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع