- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى تتضح الأمور وتنجلي
البحر هو نفسه وكذلك السفن لكن الرد هو المختلف
الخبر:
تناقلت العديد من المواقع الإلكترونية منها موقع صحيفة عدن حرة يوم الأربعاء 2023/08/09م خبراً بعنوان "أول رد حوثي على التواجد الأمريكي في البحر الأحمر"، ذاكرة ما قاله علي القحوم عضو المكتب السياسي الأعلى: "نراقب عن كثب التدفق المستمر للقوات الأمريكية والبارجات الحربية قبالة السواحل اليمنية وباب المندب الاستراتيجي والجزر مع التموضع المؤقت في بعض القواعد العسكرية في العند وخور عميرة وحضرموت والمهرة وسقطرى وميون في عمل عدائي مستمر ومؤامرات شيطانية تستهدف اليمن والمنطقة برمتها".
التعليق:
لماذا جعل الحوثيون الرد يأتي على لسان علي القحوم وليس، مثلاً، على لسان منصور السعدي رئيس أركان قواتهم البحرية، ليكون الرد مزلزلاً للأمريكيين على الحقيقة باعثاً على الرعب في قلوبهم؟!
خصوصاً إذا علمنا أن السنوات الماضية قد سجلت معارك دامية لهم خاضوها مع جيش عبد ربه للسيطرة على ذو باب قرب باب المندب والدريهمي والمخأ والصليف والحديدة. ومن بعدها استهداف سفن لمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان في البحر الأحمر، وصلت حد السيطرة على بعضها واقتيادها لموانئهم، وما طالته الصواريخ والطائرات المسيرة من أهداف في الرياض ودبي، ناهيك عن فرض الحوثيين منع تصدير النفط من موانئ بحر العرب في كل من شبوة وحضرموت؟! فها هي السفن الأمريكية قبالتها، فلماذا لا يكون مصيرها كما في المثل "سقط العشاء به على سرحان فأكله"؟! ساعتها سيهب أهل اليمن قاطبة من دون تردد في قتال الأمريكيين حقيقةً لا شعاراً.
إننا نفهم طمع أمريكا في السيطرة على البحر الأحمر لتحل محل بريطانيا التي سيطرت عليه بعد هزيمة الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وإسقاطها، وتخاذل حكام المسلمين حوله في التصدي لهم، فلماذا تتعاقب الدول الاستعمارية على بلاد المسلمين، ولا يكون الشأن للمسلمين؟ إن البحر الأحمر هو بحر إسلامي خالص، وليس مياهاً دولية يا قحوم، فلا تردد ما يرددون!
إن ما يدور الآن من أحداث يذكرنا بمعارك شبيهة لها داخل بر اليمن، في مطلع القرن السادس عشر في الوقت الذي تُرِكَتْ فيه السفن البرتغالية تجوب بحر العرب دون التعرض لها - حتى مع تهديد قائدها البوكرك بنبش قبر المصطفى ﷺ في المدينة المنورة - ولم يُزِلْ ذلك الخطر سوى سفن أسطول الخلافة العثمانية. إننا بحق نربط حلول جميع مشاكلنا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بكل جدِّيَّة، قال ﷺ: «الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن