الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب

 

 

 

الخبر:

 

طالب وزير الخارجية السوداني علي الصادق، بتغيير رئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الانتقال بالسودان "يونيتامس"، فولكر بيرتس واستبدال آخر به.

 

وأكد علي الصادق في تصريح يوم الخميس، أن مطالبة الخرطوم بتغيير فولكر بيرتس لا تنطوي على أي ابتزاز، بل ممارسة حقنا في المنظمة. وأن فولكر شخص غير مرغوب فيه، وأنه لا يحقق مصالح السودان.

 

التعليق:

 

يروى أن راشد السلمي قبل أن يسلم كان عنده صنم يقال له سواع يعظمه ويقدسه، وعندما أتى الإسلام لم يقبل أن يدخل فيه. وفي يوم كان جالسا يتعبد صنمه فدخل إلى بيته ثعلبان ورفعا أرجلهما وتبولا على رأس صنمه، وعندما رأى ذلك تعجب وتيقن بأن صنمه لا قيمة له وأنشد قائلاً: أرب يبول الثعلبان برأسه .. لقد ذل من بالت عليه الثعالب. ثم ذهب إلى رسول الله ﷺ وأسلم.

 

كان الأجدر بوزير الخارجية السوداني الخروج من المنظمة الأممية، بعدما تبين له أنها لا تخدم مصالح أهل البلاد، بل الحقيقة أنها منظمة استعمارية وهو يعلم ذلك، لكنه آثر الخضوع والخنوع.

 

لقد طالبت الحكومة الانتقالية، عبر رئيس وزرائها السابق حمدوك، بتدخل قوات الأمم المتحدة، في خطاب أرسله إلى الأمين العام للأمم المتحدة نهاية كانون الثاني/يناير 2020م، حيث ذكر موقع صحيفة القدس العربي في 2020/02/09م أنه طلب من مجلس الأمن الدولي التفويض لإنشاء بعثة سياسية خاصة من الأمم المتحدة تحت الفصل السادس، وقد جاء في الخطاب: "ينبغي أن تشمل ولاية البعثة المرتقبة كامل أراضي السودان"! ودعا حمدوك الأمم المتحدة إلى "تقديم الدعم التقني في وضع الدستور والإصلاح القانوني والقضائي، وإصلاح الخدمة المدنية، وقطاع الأمن"، وطالب بـ"تحقيق المصالحة بين المجتمعات المحلية، وتحقيق مكاسب السلام، والعدالة الانتقالية، وحماية المدنيين، وبناء قدرات قوة الشرطة الوطنية بطرق منها نشر مستشارين من شرطة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي".

 

يجيء هذا التعيين للألماني فولكر، بعد أن تم رفض مرشحين سابقين؛ الأول نيكولاس هايسوم الجنوب أفريقي، الذي رفضه رئيس الوزراء حمدوك، عميل بريطانيا، والثاني هو جان كريستوف بليارد الفرنسي، الذي رفضته أمريكا، وهذا الرفض يؤكد أن كل طرف من أطراف الصراع يريد أن يكون رئيس البعثة في صفّه، وهنا ظهر الخلاف الأمريكي الأوروبي وأدواتهم. فقد كان فولكر مزعجا للعسكر، وذلك عبر أعماله في نقابة المحامين، ووثيقة الدستور الذي أعده والذي يحد من قوة العسكر، ويجعلها في يد رئيس الوزراء المدني، ما دعاإلى الانقلاب عليه، ثم إشعال هذه الحرب العبثية بين جنرالات البلاد فنجحوا إلى حد ما أن ينقلوا حلبة الصراع فيما بينهم، واإخراج المدنيين من العملية السياسية في السودان، أو إضعافهم.

 

من المعلوم أن منظمة الأمم المتحدة منظمة استعمارية تحكم بغير ما أنزل الله، فلا يجوز الاشتراك فيها ولا المنظمات التي تقوم على غير أساس الإسلام، أو تطبق أحكاماً غير أحكام الإسلام، فلا يجوز للدولة أن تشترك فيها، وذلك كالمنظمات الدولية مثل هيئة الأمم، ومحكمة العدل الدولية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وكالمنظمات الإقليمية مثل الجامعة العربية.

 

وذلك لأن الموضوع الذي قامت عليه المنظمات الدولية والمنظمات المحلية يحرمه الشرع، فهيئة الأمم تقوم على أساس النظام الرأسمالي وهو نظام كفر، علاوة على أنها أداة في يد الدول الكبر، لا سيما أمريكا التي تسخرها من أجل فرض سيطرتها على الدول والشعوب، ومنها الدول القائمة في العالم الإسلامي. ومحكمة العدل الدولية تحكم بنظام الكفر، والاحتكام إليها احتكام لغير ما أنزل الله. وصندوق النقد الدولي يقوم على إقراض العملات الصعبة بالربا، وعلى أساس الصرف الحرام شرعاً، فهي لا تعطي عملة صعبة مقابل عملة البلد يداً بيد، وإنما تعطي عملة صعبة للدولة المحتاجة إلى هذه العملة الصعبة مقابل أن تستوفي منها فيما بعد مبلغاً مماثلاً من عملتها بربا معين. فهي صرف حرام من جهة، لأنه من الصرف المنهي عنه لأن الصرف إنما يكون يداً بيد ولا يكون نسيئة، فإن كان نسيئة فهو حرام كما ورد في الحديث، وفيه كذلك ربا فهو حرام. والبنك الدولي يقوم على الاشتغال بالربا كأي بنك من البنوك. والجامعة العربية تقوم على أساس النظام الرأسمالي، وتنص في ميثاقها على المحافظة على استقلال الدول العربية، أي المحافظة على الانفصال وتجزئة بلاد المسلمين، وهو حرام. ومثل الجامعة العربية منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك الإيقاد وأمثالها. لهذه الأسباب كلها يحرم على الدولة في الإسلام الاشتراك بهذه المنظمات.

 

ولا سبيل للخروج من هذه المنظمات إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقوم على أساس عقيدة الإسلام العظيم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم مشرف

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالخميس, 17 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع