- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فرنسا تحظر الزّي الإسلامي
(مترجم)
الخبر:
فرنسا تحظر الجلباب الإسلامي في المدارس.
التعليق:
بعد حظر الحجاب للنساء المسلمات في المدارس وفي القطاع العام، تم الآن حظر الجلباب للنساء المسلمات في المدارس من قبل غابرييل أتال، هذا ما أعلن عنه وزير التعليم الجديد. وقد تمّ استقبال الحظر بشكل إيجابي للغاية من اليمين إلى اليسار من الطيف السياسي. وأعرب حزب الجمهوريين اليميني المعارض عن سروره بالحظر "الذي طلبناه عدة مرات من قبل". ويعتبر سياسيون من الحزب الاشتراكي اليساري أن الحظر مبرّر، "لأن العباءة هي تعبير ديني واضح". كما أبدت نقابة مديري المدارس رضاها عن الخبر، قائلةً لوكالة فرانس برس: "في السابق، كانت القواعد غير واضحة والآن تمّ توضيحها".
وقال غابرييل أتال: "عندما تدخل إلى الفصل الدراسي، لا ينبغي أن تكون قادراً على التعرف على ديانة التلاميذ بمجرد النظر إليهم" ووصف الجلباب بأنها "لفتة دينية، تهدف بوضوح إلى اختبار قدرة الجمهورية على الصمود في مواجهة النظام. الملاذ العلماني الذي ينبغي أن تكون عليه المدرسة".
وهذا يوضّح أن حظر الجلباب، هو حظر على قواعد اللباس الإسلامي للمرأة المسلمة. لذا، فإن أي نقاش حول ما إذا كان الجلباب لباساً تقليدياً أم لا، لا يهمّ لأن الغرض من الحظر واضح.
يتناسب الحظر المفروض على الحجاب مع سياق سياسي أوسع في فرنسا يستهدف المسلمين على وجه التحديد. ولنذكر بعضاً من سياساتها التمييزية والعدوانية: كما ذكرنا، فقد تم بالفعل حظر الحجاب تماماً في القطاع العام. ومنذ وقت ليس ببعيد أعلن الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون أن الإسلام يواجه أزمة قوضت عقيدة الملايين في فرنسا وخارجها. حتى إنه عرض رسوماً كاريكاتورية للنبي ﷺ على المباني الحكومية في فرنسا. وتم إغلاق العديد من المساجد والمنظمات الإسلامية بالقوة، ووُصف المسلمون بأنهم انفصاليون. وحتى أطفال المدارس تم اعتقالهم ومعاملتهم كمجرمين بسبب تعبيرهم عن نفورهم المبرّر من هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة. وتمّ اتخاذ المزيد من التدابير لمنع التعليم المنزلي للأطفال المسلمين حيث يتم تعليمهم القرآن أو تعلم لغتهم الأم. هذه الأحداث هي مجرّد لمحة عن القمع الأوسع المستمر في فرنسا.
وفي هذا الهجوم المستمر على التعبيرات والرموز الإسلامية في خضمّ ما يسمى بمهد حضارة التنوير، يمكن للمرء أن يفترض نوعاً من الحجج الفكرية الجديرة بالملاحظة لتبريرها. لكن الواقع هو أن حملة الكراهية مغطاة بشعارات لا معنى لها من العلمانية والحرية والتي تتناقض مع أفعالهم أو سياساتهم أو حتى تتعارض معها. فقط لإعطاء انطباع بسيط: يدعي غابرييل أتال أن "العلمانية ليست قيداً بل حرية". إذن، العلمانية ليست قيداً ولكن يُمنع على المرأة المسلمة ارتداء الحجاب والنقاب والآن الجلباب؟ العلمانية هي حرية، لكنهم يفرضون أسلوب العيش العلماني على المسلمين ويسلبونهم حريتهم في ارتداء الحجاب أو النقاب أو الجلباب.
وهذا لا يصور فقط عجز الفكر العلماني وإفلاسه، بل يوضح أن التصرفات والسياسات تتبرأ من أي مبادئ ثابتة أو قانونية وقائمة على العواطف. الكراهية هي القوة الدافعة ضد الإسلام والمسلمين. وهذا باختصار ما يحدث في فرنسا. لذلك، لن يدخل أي حجة مضادة سليمة إلى أذهان هؤلاء المكفوفين والصم، سوى موقف موحّد وحازم وثابت للمسلمين في مواجهة هذا الباطل.
﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا