- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهل السّويداء: لتكن ثورتكم إسلامية وضدّ كلّ الأنظمة الوضعيّة
الخبر:
احتشد مئات المحتجّين جنوب سوريا - اليوم الجمعة - لمطالبة الرّئيس بشّار الأسد بالتنحّي عن منصبه بعد ما يقرب من أسبوعين من المظاهرات احتجاجا على سوء الأحوال المعيشيّة، لكنّها تحوّلت مجدّدا إلى دعوات للتّغيير السّياسيّ.
ووفقا لرويترز فقد ردّد حشد كبير في السّاحة الرّئيسيّة بمدينة السّويداء هتافات تقول "بشّار برّه، سوريا حرّة!" وهي ضمن شعارات أطلقها متظاهرون خرجوا للمطالبة بإسقاط حكم الأسد عام 2011 قبل أن تقمعها قوّات الأمن التّابعة له، وتنجرّ الأمور إلى صراع مسلّح مستمرّ حتّى اليوم. (الجزيرة نت، 2023/09/01)
التّعليق:
وصفتها شبكات عديدة بأنّها "أكبر مظاهرة ضدّ الأسد" في تاريخ مدينة السّويداء. هذه المدينة التي تشهد على مدى الأسبوعين الماضيين احتجاجات ومظاهرات تندّد بما آل إليه الوضع في البلاد وما يعانيه فيها أكثر العباد. وقد اندلعت هذه الاحتجاجات عقب قرار النظام في منتصف آب/أغسطس الماضي برفع الدّعم عن الوقود، وهو ما زاد في تفاقم سوء الأوضاع المعيشيّة في ظلّ أزمة اقتصاديّة خنقت السّوريّين الذين يعانون ألوانا من العذاب والقهر والتّشرّد منذ اندلاع ثورتهم عام 2011. (وفق بيانات حقوقيّة وأخرى من الأمم المتّحدة: دمار هائل بالبنى التّحتيّة - تشرّد أكثر من نصف السّكان - أكثر من نصف مليون قتيل...)
في مظاهرة يوم الجمعة 2023/09/01 تجمّع مئات المحتجّين مطالبين بشّار بالتّنحّي عن منصبه منادين بتغيير المشهد السّياسيّ. فلم تعد المطالب اقتصاديّة بل تحوّلت إلى مطالبة بإيجاد حلّ سياسيّ لأنّهم وعوا على أن لا وجود للحلول وأن لا تغيير للواقع بعيدا عن الحلّ السّياسيّ. نقلت وكالة الصّحافة الفرنسيّة عن متظاهر قوله عبر الهاتف "إنّ قلّة لا تزال تركّز على المطالب الاقتصاديّة، فكثر فهموا أن لا وجود لحلّ اقتصادي من دون حلّ سياسيّ".
رفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط النّظام - عنوان ثورات بلدان الرّبيع العربيّ - الذي أعاد إلى الأذهان المظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام مستمرّ حتّى اليوم.
إنّ اهتداء أهلنا في السّويداء إلى وجوب إيجاد حلّ سياسيّ يبشّر بكلّ خير ويدلّ على أنّهم يتحسّسون طريق التّغيير الحقيقيّ ونسأل الله أن يرشدهم إليه ليشدّوا على أيادي المخلصين من أبناء الأمّة وينصروهم ويدعموهم ليكون التّغيير تغييرا جذريّا يصلح حالهم وحال أمّة الإسلام بل حال البشريّة قاطبة، ليكون التّغيير الصّحيح الذي يرضي الله فيرضيهم.
فليكن شعاركم (هي لله هي لله)، اجعلوها خالصة لربّكم ولتكن ثورتكم ثورة ضدّ كلّ الأنظمة والدّساتير الوضعيّة، لتكن ثورة تنادي بتطبيق شرع الله وأحكامه، ولتكونوا سبّاقين لهذا الخير وسينصركم الله بإذنه.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت