الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حزب التحرير المنقذ الوحيد للأمة والعالم بالخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حزب التحرير المنقذ الوحيد للأمة والعالم بالخلافة

 

 

 

الخبر:

 

نشر الكاتب أحمد عبد الحميد حسين مقالاً بعنوان: "حزب التحرير: الخلافة الإسلامية والأسطورة المهدوية"، بتاريخ 2023/9/7، في موقع حفريات.

 

التعليق:

 

كنت أودّ الاكتفاء بذكر الحسنات - وهي كثيرة - في هذا المقال، وشكرِ الكاتب والموقع عليها، لكنّ للموقع وللكاتب وللقراء حقاً علينا ببيان ما لم يوفّق الكاتب بطرحه في مقاله هذا.

 

فأشكر للكاتب أولاً جرأته في الحديث عن حزب التحرير على الملأ، فلكل قادرٍ الحقُّ في ذلك خاصةً أنّ حزب التحرير قد صار جزءاً طبيعياً لا يتجزّأ من كيان الأمة الإسلامية، بل قد صار مكوّناً طبيعياً في العالم كلّه، تُحسَب له حساباتٌ وحسابات.

 

وأشكر للكاتب اقتباساته من إصدارات حزب التحرير كتباً ونشرات، والمشتغلون في البحث العلميّ يعرفون قيمة الاقتباسات ودلالتها على الأمانة العلمية.

 

وأشكر للموقع إبرازه لعدد من أفكار حزب التحرير ووضعها في مستطيلات متميّزة بين بعض الفقرات.

 

وأشكر للموقع نشره صورة شعار الحزب، وصورة الشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس الحزب رحمه الله.

 

ولكنّ المقال لا يخلو من بعض الهنات التي تحتاج إلى بيان واقعها وحقيقتها، فالكاتب يكاد يضع الحركات والأحزاب الإسلامية في سلةٍ واحدة، رغم إقراره غير مرة باختلاف حزب التحرير عن الإخوان المسلمين، وعن حركة النهضة.

 

والكاتب يصف الخلافة أو الغاية التي يريد حزب التحرير الوصول إليها بصفتين أطلقهما بحكم واقعيّته، أي بحكم التصاقه بالواقع، وهما: الأسطورية والمهدوية، يقول عن الأولى: "أسطورية تعيد الماضي، وتجتر شكلاً من أشكال الحكم يصعب استحضاره، ونمطاً من أنماط السلطة المثالية تستحيل إقامته، بفعل ما تراكم من تحولات اجتماعية وسياسية"، إذ يرى الكاتب أنّ إعادة الخلافة صعبة ومستحيلة، والسبب برأيه هو ما تراكم من تحولات اجتماعية وسياسية، فهو ينطلقُ من الواقع للحكم على الواقع، أي بسبب التحوّلات الاجتماعية والسياسية، ومنذ متى كان الواقع مصدراً للحكم على نفسه؟! إنّ تغيير الواقع لا يكون بفكرة من الواقع نفسه، وإلا فإنّه سيكون ترقيعاً للواقع الفاسد وإطالةً لعمره. إنّ من سنن التغيير أنْ تُنزّل الفكرةُ على الواقع لتغييره، كما فعل رسول الله ﷺ، فلم يقبل بترقيع الواقع، بل غيّره تغييراً جذرياً انقلابياً، وهذا ما تحتاجه الأمةُ اليوم: تغييرٌ جذريٌّ انقلابيّ، يزيلُ كل تلك التحوّلات الاجتماعية والسياسية التي جاءت من الرأسماليّة. ومثل ذلك يُقال حين قول الكاتب عن حزب التحرير: "عدم واقعيّة طرحه".

 

أمّا الصفة الثانية التي وصف بها الكاتبُ الخلافةَ فهي (المهدويّة)، وتعني عنده: "...تربط الجمهور بحلم بعيد وأمل يمكن أن يتحقق يوماً وينتشلهم من براثن عدو قوي نهب أرضهم، أو نظام استبدادي يحاصرهم، ولا يجدون حيلة في دفعه؛ لتكون الخلافة هنا حبلاً ممتداً من مستقبل مأزوم لماض مليء بصورة متخيلة عن نبي وقديسين وخليفة ينام تحت شجرة ملتحفاً بالعراء ويرتدي خرقة من الصوف"، فقد وصفها بالحلم البعيد والأمل، لكنّ كلامه لا يخلو من اللمز، الذي نربأ بالكاتب الفاضل أن يقع في مثله.

 

وتعقيباً على الصفتين أذكّر الكاتب بما كتبه في مقاله نقلاً عن حزب التحرير بأنّ الخلافة فرضٌ من الله سبحانه يجب على المسلمين العملُ لإقامتها، وهي ليست أسطورة من الماضي، ولا حلماً مستقبلياً، بل هي واقع يمكنُ إيجاده كما وُجِدَ أولَ مرة، ولنرتفع بأنفسنا عن الواقع ولنرتق ولننظر إليه من علٍ لتغييره تغييراً شاملاً جذرياً، وليس تغييراً ترقيعياً.

 

ومما يؤخذ على الكاتب والموقع التضليل الحاصل في بعض العناوين الفرعية، مثل عنوان: "تحرير الإسلام من العقلانية"، والاختلاف بين العنوان والمضمون الذي تحته، إذْ إنّ المضمون يتحدث عن الانحطاط الفكريّ الذي أصاب الأمة الإسلامية بدءاً من دخول الفلسفات الأجنبية ومحاولات التوفيق بينها وبين الإسلام، والسؤال للكاتب: ما علاقة ما كتبته تحت هذا العنوان بالعنوان؟ العنوان كبير أيها الكاتب، فيه اتهام لحزب التحرير وغيره من المسلمين بـ(تحرير الإسلام من العقلانية)، الإسلام أخي الكاتب العقل أساس عقيدته، وهذا ما نطقت به عشرات الآيات القرآنية، أدعوك لقراءة ما كتبه حزب التحرير في الصفحات الأولى من كتاب "نظام الإسلام" وهو أول كتاب يدرسه شباب الحزب، وأدعوك لقراءة ما كتبه حزب التحرير عن المبادئ في بحث: القيادة الفكرية في الإسلام في الكتاب نفسه. أما عن الموقف من الفلسفة والمنطق فأدعوك إلى قراءة المباحث المتعلقة بالفلسفة والمنطق في كتاب الشخصية الإسلامية في الجزء الأول منه.

 

وتحت عنوان: "تحرير الإسلام من الواقع" وضع الكاتب طريقة حزب التحرير في التغيير بمراحلها الثلاث مقتدياً في ذلك برسول الله ﷺ، ومما يؤخذ عليه فيه أمران:

 

الأول: الخطأ في إقحام الزمن على المراحل والخطأ في الحساب، بقوله: "وذلك من خلال ثلاث مراحل، تستغرق كلّ واحدة منها ثلاثة عشر عاماً، وهي الفترة ذاتها التي استغرقها الرسول ﷺ في كلّ من المرحلتين، المكيّة والمدنية"، فعلى حساب الكاتب يكون المجموع تسعة وثلاثين عاماً، أمّا الفترة التي استغرقها الرسول ﷺ في كلّ من المرحلتين المكية والمدنية فهي ثلاثة وعشرون عاماً، وليس كما ذكر، فليراجع الكاتب حفظه لجدول الضرب، والمبادئ الحسابية الأوليّة، هذا أولاً، أمّا ثانياً فإنّ حزب التحرير لم يقيّد عملَه بزمن محدّد، بل يقول إنّ النصر من عند الله يعطيه لمن شاء ومتى شاء سبحانه وتعالى.

 

الثاني: الغمز واللمز في الحزب وأعضائه في قوله: "بالتالي؛ هذا الخط الذي يتبناه الحزب يصبح بالضرورة محلّ تشكيك مؤكّد حيال الحزب وأعضائه"، ومرة أخرى نربأ بالكاتب أنْ يتدنى لهذا المستوى من الاتهام والتشكيك، وندعوه للتراجع عن هذا القول بأنْ ينشر تراجعاً عنه وتصحيحاً له، ذلك أنّ حزب التحرير يحمل دعوته للناس كافة، حكاماً ومحكومين، مسلمين وغير مسلمين، لا يفرّق بين الناس في الدعوة كما فعل رسول الله ﷺ في مكة، فقد خاطب الناس كلّهم حكاماً ومحكومين، أحراراً وعبيداً، من أسلمَ منهم ومن لم يسلمْ، والكاتب إنْ لم يتراجع عن تشكيكه هذا فسنلتقي به بين يدي الحكم العدل يوم القيامة، فليتجهز.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالثلاثاء, 12 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع