الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بل هو زلزال الأمة وإعصارها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بل هو زلزال الأمة وإعصارها

 

 

 

الخبر:

 

زلزال المغرب وإعصار ليبيا...

 

التعليق:

 

رحماك ربي بأهلنا في ليبيا والمغرب، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

في كارثتي زلزال المغرب وإعصار ليبيا اندفع المسلمون الخيرون للتبرعات والدعاء والمعونات العاجلة، وفي كل ذلك خير.

 

ولكن التعامل مع الأحداث العظام لا بد أن يكون على مستوى آخر؛ مستوى تظهر فيه الجدية وعلاج المشاكل بشكل جذري بل والوقاية منها حد الإمكان.

 

ففي التعامل مع آثار كارثتي الزلزال والإعصار لا تكفي المبادرات الفردية لجمع التبرعات من هنا وهناك، بل في حال عدم وجود المال الكافي للتعامل مع الكارثة يجب جمع المال من أغنياء المسلمين في الحال، دون إبطاء، للإنفاق على جهود الإغاثة. والوجوب مأخوذ من أدلة إغاثة الملهوف، ووجوب رفع الضرر عن المسلمين. وأخذ الأموال تتبع فيه الدولة الأحكام الشرعية (ممن تؤخذ، وقدر الحاجة ومدتها).

 

كما أن في مثل هذا المستوى من الكوارث يجب أن تُستنفر الجهود وتوجه موارد الأمة اللازمة للتعامل مع الحدث. وأقول موارد الأمة كل الأمة الإسلامية، من فرق إسعاف ومستشفيات ميدانية ووحدات عسكرية متخصصة ومعدات وآليات وحفارات...الخ، ولكن الذي يحول دون ذلك حدود ملعونة مزقت الأمة وفرقتها أيادي سبأ!

 

كما أن الكوارث كشفت المكشوف وبينت المبيَّن؛ أنظمة أفقرت المسلمين وانشغلت باقتتال داخلي هنا واقتناء ثروات هناك، بينما الشعوب تعيش في قرى منازلها من طين، وسدود وطرق وجسور هي أسماء على غير مسمى!

 

أبناء أمة الإسلام يجب أن يتحلّوا بتفكير منتج وصحيح ينطلق من الإسلام بوصفه مبدأ ونظاماً جاء بمعالجات عملية وواقعية، وليس فقط مواعظ ومبادرات فردية تعتمد في إنفاذها على تقوى الفرد، إن شاء فعل وإن شاء اكتفى بالمشاهدة والتعاطف.

 

في الإسلام دولة وحكم مسؤول؛ ففي عام الرمادة، كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى ولاته؛ عمرو بن العاص بمصر، وسعد بن أبي وقاص بالكوفة، وأبي موسى الأشعري بالبصرة، ومعاوية بن أبي سفيان بالشام، يطلب منهم أن يمدّوه بالأطعمة والأكسية. فبعث عمرو بن العاص في البر 1000 بعيرٍ تحمل الدَّقيق، وبعث في البحر 20 سفينة تحمل الدَّقيق والدُّهن، وبعث إِليه 50000 كساء. وبعث معاوية بن أبي سفيان 3000 بعيرٍ تحمل طعاماً. ووصلت من العراق 1000 بعير تحمل دقيقاً. وقدم عليه أبو عبيدة بن الجرَّاح في 4000 راحلةٍ من طعام.

 

هكذا هي الأمة الإسلامية حينما تكون في جماعة سياسية موحدة تحت سلطة خليفة، وهذا هو ما يريده منها الله عز وجل.

 

لم لا تكون لدينا دولة محترمة وحاكم محترم، يخرج نداؤه مجلجلاً، من وسط الكارثة، أن يا أمة الإسلام الغوث الغوث، يا والي العراق ويا والي الخليج ويا والي المغرب ويا والي إندونيسيا ويا والي مصر... المدد المدد، فتتقاطر على المناطق المنكوبة فرق الإنقاذ والمساعدات من كل حدب وصوب، وجوباً وليس فقط تطوعاً؟!

 

في النهاية أقول هذا التعليق نقلته بتصرّف يسير من تعليق سابق على زلزالي تركيا وسوريا في شباط 2023، قلت فيه "ستمر كارثة زلزال تركيا وسوريا وستبقى ذكراها الأليمة، ولكن هل سنبقى أسرى تفكير التسول من أرباب النظام الدولي، وأسرى التفكير داخل سجن الدولة الوطنية؟! على الأقل تمتموا بالكفر بهم، فهم بكل تأكيد سبب مباشر في الشلل والعجز عن الحركة المنتجة".

 

اللهم تقبل موتى المسلمين في ليبيا والمغرب شهداء، واجبر مصابهم، ورضّهم بقضائك وارزقهم الصبر الجميل.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ ولاية الكويت

آخر تعديل علىالأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع