- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تداعيات انخفاض الدينار العراقي
الخبر:
ارتفاع جديد في أسعار صرف الدولار، يثير قلق المواطنين. (قناة السومرية الفضائية)
التعليق:
إن الشيء الأساسي الذي يتوقف عليه سعر صرف أي عملة، هو اعتماده على ثلاثة أمور وهي:
1- العرض والطلب
2- غطاء العملة
3- قوة الاقتصاد
وإذا نظرنا إلى الأزمة التي يعاني منها العراق، وهي الانخفاض المستمر في قيمة الدينار، نرى أنها نتيجة هذه الأمور مجتمعة؛ فزيادة عرض العملة، بسبب زيادة الطبع، وهذا ملاحظ من خلال سحب الأموال من البنوك، وهذا الإصدار المستمر للعملة يأتي من خلال الحاجة المتزايدة للعملة لتسديد نفقات الدولة، لتنفيذ المشاريع، أو إعطاء الأفراد العاطلين عن العمل المتزايدة أعدادهم، عن طريق الإعانات المباشرة، أو إيجاد الوظائف الإدارية لهم، حيث تكاد تنعدم أية وظائف إنتاجية، تعين اقتصاد البلد.
وإن غطاء العملة العراقية من الدولار، يحصل من بيع النفط، وهو بيد المحتل الأمريكي، وبنكه الفيدرالي، فهو الذي يتفضل علينا من حيث كمية سعر المباع، بالإضافة إلى سرقة المتنفذين من الكتل السياسية والأحزاب وتحويله إلى خارج العراق، ما يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار أمام الدينار العراقي.
وأما قوة الاقتصاد، فمعروف بداهة مدى ضعف الاقتصاد العراقي، الذي يعرف بالاقتصاد الوحيد الجانب، الذي يعتمد على النفط فقط، وانعدام الزراعة والصناعة فيه، حتى أصبح أكبر مستهلك للمواد الغذائية والأجهزة الصناعية المستوردة.
وسوف يستمر انخفاض قيمة العملة العراقية، وما تأخر صرف الميزانية إلا نتيجة انخفاض السيولة النقدية، والحقيقة أن الهدف من كل ذلك هو العمل على انخفاض القدرة الشرائية لدى الفرد، رغم إيجاد عمل له بالوظائف الإدارية، وبالتالي زيادة مستوى الفقر لأكثرية الشعب، وربط حياتهم بالدولة عن طريق عائدية الوظيفة، كل ذلك يحصل بسبب تمكين الكافر المحتل للكتل السياسية العميلة من ثروات البلد لتبديدها، ولضمان استمرارية نهب خيراتها، وبقائهم على رقاب الأمة.
يا أهل العراق: لا بد من الوعي على حالكم، والوعي على العلاج، الذي يتطلب الانعتاق من هيمنة أمريكا وعملائها، واحتضان دينكم الذي به حل كل مشاكلكم، ومشاكل الأمة جميعها، بإقامة نظام الإسلام، ونقده الذهبي، وسياسته الاقتصادية في إشباع حاجات الإنسان، وتحريره من عبودية النظام الرأسمالي إلى عبودية الله سبحانه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد الحمداني – ولاية العراق